آراء ومقالات

تعطيل عمل الأونروا.. جريمة أخرى

 

 

 

بقلم: رفعت رشاد

اتفقت أمريكا وبريطانيا وألمانيا والنمسا واليابان على وقف تمويلها للأونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين)، تأسست الوكالة عام 1948 ويستفيد من خدماتها الذين عاشوا في فلسطين وكانت وطنهم في الفترة من 15 مايو 1948 وحتى 1 يونيو 1946.

 

وتتبع الوكالة المنظمة الدولية ويتم تمويلها من خلال مساهمات عدد من الدول، وهذه الدول استجابت لادعاءات إسرائيل مؤخرا ومنعت تمويلها الأونروا التي تدير مدارس يحتمي فيها الأطفال والنساء والشيوخ من القصف الوحشي الإسرائيلي، أي أنّ ادعاءات إسرائيل تهدف بها إلى منع الحماية والغذاء عن الذين لا تقتلهم صواريخ الاحتلال فقط، بل يقتلهم برد الشتاء القارس الذي لا يرحم والذين فقدوا حتى الخيام وتنشر صور الأطفال ينامون في برك المياه.

 

«أي بشر هؤلاء؟» كانت كلمات وزير الدفاع الإسرائيلي بعد 7 أكتوبر وعملية طوفان الأقصى (نحارب وحوشا بشرية) مقصودة تماما حتى ينزع الاحتلال عن الفلسطينيين المسلمين صفة البشرية، وبالتالي يحق للعدو قتلهم بلا ضمير ولا يتوجع الضمير العالمي بعدما نزعت عنهم صفة الإنسانية والبشرية وصاروا مثل حيوانات الغابة التي قضى عليها المستعمرون ببنادقهم دون ذنب جنوه.

 

لا أعرف كيف للدول التي قطعت تمويلها للأونروا أن تستجيب لتلك الادعاءات الصهيونية دون تحقيق؟، ألم تعانِ اليابان من القنبلة الذرية؟، ألم تعانِ ألمانيا من التدمير الأمريكي في الحرب العالمية الثانية؟، كيف لهم أن ينزعوا مشاعر الإنسانية من قلوبهم وضمائرهم استجابة لادعاءات لم تثبت صحتها ولم تجرِ بشأنها أي تحقيقات؟، وعلى افتراض أنّ هذه الادعاءات حقيقية، فما ذنب الفلسطينيين لكي يتحملوا وزر الادعاءات في ظروف المناخ غير المحتملة هذه؟!

 

هل يمكن للدول العربية الغنية أن تتدخل لتحل محل تلك الدول ولو مؤقتا في تمويل الأونروا؟، هل يمكن زيادة المساعدات لأهل القطاع لكي يواجهوا قسوة الشتاء بعدما عاشوا وحشية العدو؟، ليت الجامعة العربية تتولى هذه المسألة وتنظم طريقة التمويل التي أعتقد أنّها مبالغ يمكن تحملها من أشقائنا العرب.

 

بعد النكبة الفلسطينية كتب الشاعر الكبير علي محمود طه يقول: أخي جاوز الظالمون المدى.. فحق الجهاد وحق الفدا.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى