

بقلم
عبد المجيد حسن خليل
روائي نوبي
أرتبط مصير أهالى النوبة ببناء السد العالى من الناحية الآقتصادية والآجتماعية ، ولا ينكر النوبيون أن السد العالى إنجاز كبير من إنجازات ثورة يوليو لأرتباط حياة مصر بالنيل ، ووفر بناء السد العالى المياه والطاقة التى تقوم عليها الصناعة وحققت مصر بفضل السد العالى برنامج تصنيع لايستهان به ، وادرك عبد الناصر أن المشروع سيغرق بلاد النوبة وهو يحمل داخله كل التقدير والحب لآهالى النوبة ويبادلونه نفس المشاعر وتنطق ملامحهم السمراء ونبضاتهم بحبه وتقديره وقرر الذهاب أليهم فى بلاد النوبة وخطب فيهم قائلآ (ستنقلون من هذه القرى التى عشتم فيها ألى مناطق جديدة تشعرون فيها بالسعادة والرخاء ) وأصدر أوامره للمسئولين عن التهجير بأن يكون مستقبل أهالى النوبة أمانة فى عنق الدولة وتابع شخصيآ رعايتهم ، قابل النوبيون أهتمام ناصر بالموافقة على التهجير من أجل وطنهم الغالى مصر وكانوا نموذجآ يحتذى به فى التضحية وضربو المثل فى الوفاء وأنكار الذات، أجرت حكومة الثورة دراسة ميدانية شاملة تكون نتائجها الركيزة الآساسية لعمليات التهجير وشملت الدراسة الظواهر الآجتماعية للآسر النوبية من حيث تصنيفها النوعى والعمرى ورغبات الآسر عن البيئة التى يرغبون الهجرة أليها والخدمات التى يحتاجونها من مدارس وخلافه ونوع التعويضات التى يرغبون فى الحصول عليها نقدية أو عينية .
وخلصت الدراسة أن عدد سكان النوبين المقيمين فى النوبة القديمة (48028) نسمة وهم يستحقون التعويض قبل غيرهم من القيمين خارج بلاد النوبة وعددهم ( 50518) نسمة وأطلق عليهم المغتربون ، وطبقآ لتعليمات الرئيس جمال عبد الناصر تم توفير كل سبل الحياة الكريمة فى كوم أمبو المنطقة المهجر أليها وتم بناء مسكن كنموذج شا هده الآهالى وأبدوا ملاحظاتهم وكانت محل أعتبار عند البناء ، وأنشئت الدولة19 مدرسة أبتدائية فى محيط الموطن الجديد للتهجير ومدرسة ثانوية واحدة ودار للمعلمين وتم تجهيز وتجديد مستشفى ناصر وبناء عدد أربع وحدات صحية وتم تسليم الآهالى بطاقات تموين قبل التهجير وقامت وزارة الزراعة بنقل فسائل النخيل من النوبة القديمة وإعادة شكلها فى كوم أمبو وتم نقل مأشية النوبيين وتعويضهم عند حدوث أضرار أثناء النقل وتولت وزارة الداخلية حراسة الآهالى أثناء النقل وبعد تهجيرهم وانشأت وحدات مطأفى فى أكثر من قرية كذلك أنشئت الدولة مكاتب بريد وتليفون وتلغراف فى عددة قرى وتلك الخدمات التى أنشأ ها عبد الناصر لم تكن موجودة فى قرى النوبة القديمة قبل التهجير 00 وفى يوم 18أكتوبر 1963 بدأت عملية النقل والتهجير وذرفت دموع الآهالى وارتجفوا وهم يغادرون الآرض التى عاشو فيها ألاف السنيين وفى كل شبر منها حكايات وذكريات ، سكنت مياه النيل حزنآ لهجرة الآهالى وحامت أسراب الطيور فوق روؤسهم تودعهم باكية
اتجه الآهالى صوب الباخرة التى ستقلهم ، نظروا للخلف لتوديع مساكنهم التى بدت أطلال خاوية موحشة 00تأقلم الآهالى فى الموطن الجديد، وفى عصرنا الحالى يشعر النوبيون بمدى الشفافية التى تتميز بها الحكومة الحالية وحصلوا ويحصلون على حقوقهم الضائعة منذ بناء خزان أسوان والسد العالى وهذا ما لم تفعله حكومات سابقة غير حكومة ثورة 1952.