آراء ومقالات

أشتات في اللغة والأدب 12

 

د. يسري عبدالعال

نواصل -عزيزي القارئ – ذكر بعض المتفرقات الأدبية واللغوية، منها ما يتعلق بأصول دلالات بعض العبارات، أو تصويبات لغوية لأخطاء تشيع على الألسنة.

مقالات ذات صلة

“الرعيل”: تستخدم كلمة الرعيل في الكتابة ويقصد بها السابقون في مجال ما، يقال كان فلان من الرعيل الأول من الأدباء، أو من القراء أو من الفنانين وهكذا. لكن إذا نظرنا إلى أصل الدلالة سنجد أن كلمة الرعيل تدل على الجماعة القليلة من الرِّجال أو الخيل تتقدَّم غيرَها، جاء في لسان العرب “وأَما الرَّعِيل فَهُوَ اسْمُ كُلِّ قِطْعَةٍ مُتَقَدِّمَةٍ مِنْ خَيْلٍ وَجَرَادٍ وَطَيْرٍ وَرِجَالٍ وَنُجُومٍ وَإِبِلٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ”. وجاء ذكرها في كتاب الرتب والألقاب للعلامة أحمد تيمور أنها تقدر بالعشرين فارسا نقلا عن اللسان.

“المُدَمَّس”: هو الفول المُنْضَج في قِدْر مُغْلَقة تدفن في النار يتناوله أغلب المصريين في وجبة الإفطار، ولعل الذي دفعني لتأصيل الكلمة ما سمعته من أحد المتحدثين في أحد المواقع بأن هذه الوجبة تنسب لخواجة اسمه ديمسوس وغير ذلك من التأليف المصرى، وبالبحث في المعاجم تبين أن الفعل “دمس” أصيل في العربية ويفيد كما قال الخليل في معجم العين “التَّدميس”: إخفاءُ الشيء تحت التراب، فالأصل العربي دمس يعني الإخفاء والتغطية والظلام، ومنها ظلام دامس، لذا أجاز مجمع اللغة المصري استخدام كلمة “المُدَمَّس” بمعنى: المُنْضَج في قِدْر مُغْلَقة تدفن في النار، إذْ لها أصل فصيح في اللغة؛ فيقال دَمَّسَ الشيء: إذا دفنه وغطَّاه، أو دمَّس الفول: سَوَّاه في الدِّمْس وهو وقود من التبن وغيره. ومن هذا أخذ المصريون كلمة المدمس وأطلقوها على الفول المطهي بوساطة الحمّام أو الفرن أو نحوهما لأنه يوضع في قدر بها ماء ويسد فمها جيدًا وتدفن في الرماد الحار حتى تنضج.

“الموكوس”: هذه الكلمة تقال في لغتنا العامية في مجال السخرية من شخص لم يحقق نجاحا في أمر ما، فيقال الموكوس جاب مجموع كذا، وهذه الكلمة لها أصل في الفصحي، يقال وُكِس التَّاجرُ في تجارته: خسِر فيها فذَهب مالُه، ووكس الرجل في البيع، معناه نقص. والوكس النقصان،. وبَيْع الوَكْس: البيع بالخَسارة، ومنها الوَكْسَة: بمعنى المصيبة، أزمة، خيبة أمل.

*من الأخطاء الشائعة أن يكتب بعض الكتاب الكلمات المهموزة الآخر بطريقة خطأ، حيث يرسمونها حسب نطق الحرف الأول من الكلمة، مثل: عبء “عبئ”، وكفء “كفؤ”، وبدء “بدئ”، وملء “ملئ”، والصواب أن تكتب همزتها مفردة على السطر لكون الحرف الذي يسبق الهمزة في آخر الكلمة ساكن، مثل: بدْء، دفء، نشء، فقء وهكذا.

* يظن بعض الكتاب أن عبارة “زير نساء” خطأ فيسارع إلى تصويبها إلى “زئر نساء” قياسا على “ذئب” علما بأن زير معناها كثير الزيارة للنساء يحب مجالسهن.

* يخطئ بعضهم في كتابة عبارة “فلان لا يميز بين الغث والسمين” فيظن أن الصواب “الغث والثمين”. وهو فهم خاطئ؛ لأن الغث هو المهزول، ويقابله السمين؛ لذا الصواب: الغث والسمين.

وللحديث بقية إن شاء الله.

زر الذهاب إلى الأعلى