آراء ومقالات

أشتات في اللغة والأدب 13

 

بقلم د. يسري عبدالعال

 

مقالات ذات صلة

نواصل -عزيزي القارئ – ذكر بعض المتفرقات الأدبية واللغوية، منها ما يتعلق بأصول دلالات بعض العبارات، أو تصويبات لغوية لأخطاء تشيع على الألسنة.

• السبب: يطلق في الاستعمال اللغوي على ما يؤدّي إلى حدوث أمر أو نتيجة، ويطلق أيضا على ما يتوصّل به إلى غيره؛ فيقال: “الكسل والإهمال سببان من أسباب الفشل”، وتتعدد الدلالات باختلاف السياق، فيقال مثلا: أخَذ بأسباب الحضارة: أي اتَّصل بمقوّماتها. بسبب كذا أو لهذا السبب: نتيجة لـ. تعاطى الأسباب: أخذ وأعطى طلبًا لتحصيل ما يحتاج إليه أمر المعيشة. تقطَّعت بهم الأسباب: أعيتهم الحِيَل وضلّوا. كان السبب المباشر: الفاعل الذي يصدر عنه الفعل بلا واسطة. قطَع بفلان السَّبب: مات. لأسباب صحِّيَّة: لدواعٍ صحِّيّة. ما لي إليك سبب: طريق. ولذلك السبب: من أجل ذلك. 

ولكن هل تعلم -عزيزي القارئ –أن دلالة كلمة “السَّبَبُ” الأصلية هي الْحَبْلُ، ومنه قوله تعالى: “فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ”، وَهُوَ مَا يُتَوَصَّلُ بِهِ إلَى الِاسْتِعْلَاءِ، ثُمَّ اُسْتُعِيرَ لِكُلِّ شَيْءٍ يُتَوَصَّلُ بِهِ إلَى أَمْرٍ مِن الْأُمُور؛ِ فَقِيلَ هَذَا سَبَبُ هَذَا، وَهَذَا مُسَبَّبٌ عَنْ هَذَا. 

• كُوَيِّس: تستخدم لفظة “كويس” في الكلام ويقصد بها: جميل، لطيف، حسن. ويعلق أحمد تيمور باشا في المعجم الكبير في الألفاظ العامية: “وفي الصعيد يقولون: كَوِيس. ويقولون للشيء الجيد الرخيص الثمن: كُويِّس ورُخَيِّص وابن ناس”.

أما عن الأصل الدلالي لكلمة “كويس” فهي تصغير لكلمة “كَيِّس”-بفتح الكاف وتشديد الياء وكسرها- وهو العاقل الفطن، ثم أصبحت تدل على الظريف والطيب والأمر المحمود.

• البيئَة: مكان تتوافر فيه العوامل المناسبة لمعيشة كائن حيّ أو مجموعة كائنات حية خاصَّة، كالبيئة الاجتماعية، والطبيعية، والجغرافية، يقال: “حماية البيئة واجبة”: أي وقايتها من التلوّث. وهناك دلالة جديدة للفظة البيئة استحدثت في الكلام المعاصر؛ حيث يقال: “فلان بيئة” أو “ناس بيئة”؛ للدلالة على تدني المستوى الأخلاقي والاجتماعي لهم، وذلك من باب حذف الصفة والاكتفاء بالموصوف، فالعبارة أصلها “فلان بيئة سيئة”، أي أخلاقه وأفعاله أخلاق بيئة سيئة، ثم حذفت الصفة “سيئة” وبقي الموصوف “بيئة” دليلا عليها.

 والأصل الدلالي للفظة البيئة بمعنى المكان مأخوذ من الفعل “تَبَوَّأَ” يقال: “تبوَّأ المكانَ”: حَلَّه. وبَوَّأَه له وبَوَّأَهُ فِيهِ، بِمَعْنَى: هَيَّأَه لَهُ وأَنْزَلَه ومَكَّنَ لَهُ فِيهِ… وتبوَّأ بالمكان: توطَّنه، نزله وأقام به، وَالِاسْمُ البِيئةُ. وإِنه لَحَسَنُ البِيئةِ أَي هَيْئَةُ التَّبَوُّءِ.

الأخطاء الشائعة: 

• من الخطأ أن نقول: “ومن الملفت للنظر”. والصواب أن نقول: “ومن اللافت”؛ لأن “ملفت” اسم فاعل من الفعل “ألفت” وهو غير مستخدم، والمستخدم الفعل “لفت” الثلاثي، واسم الفاعل “لافت”.

• من الخطأ أن تقول: فلان أخرص، تقصد أنه لايتكلم، والصواب: أخرس.

يقال: خَرِس فلانٌ: عجز عن الكلام خِلْقَة أوعِيًّا أو لسبب آخر. أما الخرص فهو الكذب يقال: خرَص الرَّجلُ: كذَب ومنه تخرَّص عليه: كذب وافترى.

وللحديث بقية إن شاء الله.

زر الذهاب إلى الأعلى