

بقلم: شيماء عادل
تكلّم حتى أراك .. مقولة أوضحت لنا أنَّ الإنسان مقرون بما يقول، وأن الكلمات تكشف خبايا عقلك ولكن؛ هل كل ما يقوله الإنسان هو فعلا ما يدور في عقله؟! وهل للنفس كلمات تعبر عنها ؟!.
• أين عقلي؟!
أين عقلي هو فيلم مُقتبس من رواية بعنوان حالة الدكتور حسن لإحسان عبد القدوس، تم انتاجه وإصداره عام 1974 م بطولة سعاد حسنى ومحمود ياسين ورشدي أباظة.
تعتبر الرواية من أجرأ الروايات التى تناولت قضية عذرية الجسد، ليس للمرأة فقط ولكن للرجل أيضا .. كما تناولت الصراع القائم بين عادات المجتمع المغلق وبين دعوى التحرر، وما يسببه ذلك من تمزق داخلي وصراع نفسي.
تم تصنيف الفيلم والرواية كأعمال للكبار فقط؛ نظرا لما تحتويه من أفكار جريئة تفتح باب المناقشة، وليس كما يظن البعض بإحتوائها علي مشاهد وأوصاف مُخِّلة.
• حالة الدكتور حسن
تحكي الرواية عن الدكتور حسن الذي يعانى داخليا من صراع بين عادات والده في تربيته والتى تعتبر قمع المرأة من الأخلاق وتضع عذرية المرأة فوق كل أعتبار وبين عقليته التى عاش بها في أوروبا والتى تدعو إلى التحرر التام من فكرة عذرية الجسد .. بسبب ذلك الصراع الداخلي تلجأ زوجته للذهاب إلى الطبيب النفسي لتأخذ برأيه في علاج زوجها الرافض للعلاج بعد محاولات الزوج لتحويل زوجته إلى مريضه عقلية كنوع من أنواع الإنتقام الداخلي منها .
• فيلم وكتاب
الإختلاف بين الرواية والفيلم واضح جدا .. بدايةً من تغيير أسماء الأبطال وحتى النهاية … النهاية التى جائت مفتوحة في الرواية لتثير مُخيلة القارىء في وضع ما يراه مناسباً .. هل يستجيب دكتور حسن للعلاج ويصارح زوجته ؟؟ هل تنتهي علاقة الزواج بينهم ؟ ، طبعا كان هذا خلاف الفيلم الذي وضع نهاية معقولة للقصة .. نهاية سعيدة.
أيضاً إرتكز الفيلم على كتاب نفسي يقرؤه الزوج ويطبق محتواه في محاولاته لإمراض زوجته وهو ما لم يتم ذكره في الرواية.
كما إختلفت تفاصيل علاج الزوج، ودرجة إستجابته لمحاولات الطبيب النفسي، وأيضا تفاصيل كذباته علي الزوجة.
تجد أيضا أنه في الفيلم كانت الزوجة تحب خطيبها السابق والذي توفي بعد فقدان عذريتها معه، ولكن في الرواية تجد أنهم إنفصلوا بدون ذكر السبب سوى جملة “لقد اهان كرامتى”، ولربما إنفصلوا لفقدان عذريتها بسببه.
أيضا تجد في الفيلم دور والد الزوجة – الذي قام ببطولته الفنان عماد حمدى- في الأحداث واضحاً وهو غير موجود نهائيا في الرواية.
دارت في الرواية نقاشات قوية بين دكتور حسن وبين الطبيب النفسي لو وُضعَّت في الفيلم لزادت من قيمته – التى لا نقلل منها أبداً-.
• للكبار فقط
هل فعلا للجسد عذرية؟ تساؤل في الرواية عن ماهية العذرية .. من قال أن مس عضو معين يفقد الشخص عذريته ؟ ماذا لو فعلت الفتاه كل شيء ولكنها حافطت علي بكارتها، هل تعتبر أيضا عذراء؟! ماذا عن عذرية القلب ؟ ماذا تختلف عذرية الفتاة عن عذرية الشاب ؟ ولما لا يُحاسب الشاب على علاقاته كما يحدث مع الفتاه ؟
هل من حق الفتاه طلب الإنفصال إذا علمت أن زوجها متعدد العلاقات ؟ ولماذا جريمة الشرف هي حق مكفول للرجل دون المرأة؟
من أين جائت التفرقة .. رغم أن الإسلام لم يفرق في العقوبة بين الزانى والزانية ، أو بين الرجل والمرأة عموما في أى ذنب يقترفوه؟!!
تساؤلات يتم طرحها منذ الأزل ولم نجد لها إجابة ..
• بصراحة
لا أبرر لأى من الجنسين إقامة علاقات بدعوى التحرر أو تحت مسمي تحدى العادات فكل هذا نوع من أنواع الشذوذ.. لكنى أتحدث عن فكرة التوبة ، والخطأ القابل للنسيان
فكما نعتبر الرجل الذي يتغاضي عن فقدان زوجته لعذريتها مع غيره كبطل خارق وشخص يمتلك من السماحة والعفو ما لايتملكه غيره .. يجب أيضا أن ننظر بذات الطريقة للمرأة التى تسامح خيانات الزوج أو تعدد علاقاته قبل الزواج.
أيضا من المهم أن نعتمد علي المصارحة التامة قبل الشروع في الزواج .. يجب أن تتحدث عن مخاوفك وعن شعورك، لأن تصنع الأفكار نوعاً من أنواع الكذب -إن لم يكن أخطرهم – في العلاقات عموماً وفي الزواج خصوصاً.. فلكل شخص الحرية في إختيار الشريك الذي سيتعامل معه؛ ليس جسدياً فقط ولكن فكرياً ودينياً وإجتماعياً .. لكى لا تجد نفسك في وضع نفسي سيء؛ بسبب تعايشك مع ما يخالف روحك.
• في النهاية إجعل كلماتك تعبر عن قناعاتك أو فلتقتنع بما تقول ..