

بقلم: شيماء عادل
إذا فقدت صِلتك بالماضي، وصار المستقبل مجهولا.. هل ستستسلم للوضع الحالي أم ستبحث عن الحقيقة – وإِن كانت مؤلمة-؟
• عدّاء المتاهة
هي سلسلة روايات خيالية تتكون من سبعة أجزاء، من تأليف جيمس داشنر، من نوعية روايات الشباب والمراهقين، والتى صدرت أُولى أجزائِها في ٢٠٠٩ .
الرواية تمَّت ترجمتها إِلى عِدة لُغات، ولاقت نجاحاً باهراً عِندَ طرحِها في الأسواق لأول مرة.
تم تحويل السلسلة إلى مجموعة أفلام صدرت عام 2014، من بطولة ديلن أوبراين، ومن إخراج ويس بال.
حصل الفيلم على عِدة جوائز، منها جائزة الرابطة الدولية للموسيقى السينمائية، وجوائز إم تي في، وترشَّح لعدة جوائز أخرى.
• بدون ذاكرة
تحكى القصة عن توماس، الذي يستيقظ ليجد نفسه فاقدًا للذاكرة، في مكان غريب يُسمى “جلايد”، بهِ مجموعة من الشباب المُحتجزين.
على الرغم مِن أنَّ المكان يبدو كالحديقة المفتوحة؛ إلّا إِنَّه مُحاط بأسوار حجرية ضخمة، من ورائِها متاهة تتغير بإستمرار، ومن يستطيع حلَّ هذهِ المتاهة؛ سيتمكن من الخروج .
يأتى توماس ليُجدّدَ الأمل في قلوبِ بعض الشباب الذين راودهم حلم الخروج، وعلى مدارِ الأجزاء تتطور الأحداث، بين خروج وسجن ومقاومة ووباء قاتل وحياة منتهية خارج المتاهة، ولكن تظَل الفكرة الأساسية هي مواجهة القمع، والثورة، والإنقسامات الداخلية للشباب بين مؤيدٍ لفكرةِ حل لُغز المتاهة ومحاولة الخروج، وبين رافضين الفكرة.
• رسائل خفيّة
على الرغم مِن أَنْ القصة خيالية، ومكتوبة بشكل أساسي للمراهقين والشباب، إلّا إِنها تمتليء بالإسقاطات السياسية والأجتماعية والنفسية.
تُظهر القصة فكرة التحكم في مصائِر الأفراد، عن طريق القتل والتشريد والقمع لمجرد التفكير في الغد، وإلهاء المجتمع في حياته اليومية، وإعطائهم ما يجعلهم يعتقدون أن هذا هو الأمان والأستقرار، وأن ثورتهم على القمع لن تعود عليهُم إِلّا بالخراب.
لم تنتهى المعركة عندَ هذا الحد، ولكنْ تضحية ورغبة اولئِك الشباب في الخروج -رغم صعوبة أو إستحالة الفكرة- تجاوزت كل العقبات التى ظهرت في طريقهم، سواء من زملائهم أو من المتحكم في المتاهة.
• فيلم وكتاب
لَم تختلف قصة الكتاب عن الفيلم كثيرًا، وإِن كانَ الفيلم أقرب لقلوبِ الجماهير، لِما إحتواه مِن زوايا تصوير تجعلك تشعُر بصعوبة الهدف الذي يناضلون من أجله، وأنَّك مُحتَجَز معهُم، وتُناضِّل بجوارِهم.
لم يختلِف أيضًا شُعورك بالتوتر نتيجة معرفتك أنْ المتاهة ستتغير غدًا، وأنَّ مجهودَ اليوم سوفَ يضيع، وأنَّ عليهِم غدًا البدءَ مُجددًا، وكأنهم لا يفقِدون ذاكرتهم فقط، ولكنهم -حرفيا- يفقدون أيامهم في العيشِ بداخل متاهة لن يخرجوا منها إلّا مِنْ خِلال متاهة أصعب.
على الرغم مِن ملَل الجُمَّل الحوارية في كُلًا مِن الفيلم والرواية، إلّا إِنَّ الأكشن الذي يُغلِف الأحداث كُلها أعطى القِصة طابع الحركة خاصةً في مشاهد الفيلم.
• في النهاية لابُد أَن تعرِّف أَن للحرية ثمنًا غاليًا، وطريقاً طويلاً قد لا تأتيك الفُرصة للوصولِ لنهايتِه .. ولكنْ مَن سيأتي بعدَك سيتذكرُك، وسيحمِّل على عاتِقه هدفَ الوصول.
لذلك.. وإِنْ كُنتَّ سوف تستسلم لوضعك الحالي، فلا تلومَنَّ من أرادَ الخروج