

بقلم: شيماء عادل
الألم: ذلك الشعور القادرعلى تعليمك أفضل من السعادة .. يختبرك ،ويُشّكِل شخصيتك، ويجعلك ناضجًا؛ إذا أحسنت فهمه والتعامل معه .. أختلف معنى الألم والنتيجة؛ إمّا النضج أوالأنهيار.
هي مذكرات نشرتها الكاتبة “إليزابيث جيلبرت” عام 2006 تحكي فيها عن رحلتها حول العالم بعد طلاقها، وما إكتشفته عن العالم وعن نفسها.
تحولت المذكرات إلى فيلم عام 2010 بطولة: جوليا روبرتس، وخافيير باردم، وإخراج رايان مورفي.
تصدرت الرواية قائمة الكتب الأكثر مبيعًا لفترةٍ طويلة، وتُرجمت لأكثر من لغة حول العالم، وبيعَ منها أكثر من 4 ملايين نسخة.. كما كان الفيلم بالغ الشعبية على الرغم من ضعف تقييمه.
• رحلة عن الشفاء
تحكي المذكرات عن الكاتبة الشابة التى تعانى في زواجها وحياتها البائسة، لتقرر أخيرًا الحصول على الطلاق وهى في عمر ال32 .. وبعد معاناة الطلاق تنطلق في رحلة حول العالم، تدون فيها تجربة تشافيها من الإنفصال والإكتئاب بالتفاصيل، بدايةً من تاريخ المكان ومواقعه الجغرافية، وحتى إختلافات اللغة وعادات الحياة اليومية لأهل البلد .. كما تقابل العديد من الشخصيات الذين أثروا في تجربتها بشكلٍ كبير.
بخلاف الفرق الشاسع بين الفيلم والرواية -والذي تتفوق فيه الرواية بإمتياز-، فإنك تجد إختلافًا واضحًا بين فصول المذكرات؛ من حيث إختلاف طريقة السرد، والمشاعر، والأفكار التي بدت أكثر وضوحًا مع التقدم في الكتابة.
يُعاب فقط على الكتاب البداية التى أتسمت بالإيحاءات الجنسية، والتى جعلت كثيرا من قراء العرب يتوقفون عن إكمالها .. أيضا قد تشعر ببعض الملل في فقرات سرد تاريخ وجغرافية الأماكن ، ولكن يمكن تجاوز هذا بفكرة أنك تقرأ مذكرات وحدث واقعي خلقتهُ معاناة ومأساة ، وليس رواية رومانسية.
تجنَّب الفيلم كل ذلك السرد والجمود في بعض الفصول، وأضاف بعض الرومانسية والمرح للأحداث؛ لذلك كانت شعبيته أكثر.
• لحظات ما قبل الأنهيار
جميعًا نمر بلحظات إنهيار وفقدان وألم .. ونمر بلحظات سعادة وإمتنان وحب .. هذه هي الحياة تتأرجح بين هذا وذاك ، إن أدركت ذلك جيدًا فلن تتوقف كثيرًا عندَ لحظة معينة، مهما كان قوة شعورك فيها .
يتحدث الكتاب عن رحلة التشافي عبر مخططات مختلفة .. السفر، والكتابة، والصلاة، والطعام، والحب، والعلاقات الإجتماعية .. يتحدث عن الخروج من دائرة حزنك عبر نشاط مختلف، عن عدم الإستسلام للتجارب السيئة، وعدم السماح لها بعرقلة حياتك .. أنت حي فحاول النجاة .
الكاتبة هنا لا تحكي فقط عن تغلبها على تجربة إنفصالها والإكتئاب، ولكن عن عدم تواصلها مع العالم بالشكل الكافي، وذهابها لتجربة أماكن، وعلاقات، ولغات، وعادات جديدة؛ مدركةً أن حدود عالمها ليست هي آخر الحدود.
• أفضل علاج لمشاكلك هو مواجهتها وحلها وليس الهروب منها ، وأفضل معالج لك هو نفسك .. أنت تعرف ما قد ينقذك .. وإن لم تعرف حقا مساعدة نفسك، فلتلجأ إلى صديق أو حبيب أو مختص؛ فالمرض والمعاناة والحزن ليسوا عيبًا ولكن العيب هو رفضك للعلاج .. للحياة.
• في النهاية .. السعادة موجودة كما الحزن .. أنت من يقرر إلى أيُهما ستنحاز.
فقط كن بخير