

بقلم : شيماء عادل
“صاحبك لا تناسبه ولا تشاركه”
هكذا تظل البساطة في العلاقات هي الفائزة .. فكلما زادت مُسميات العلاقة؛ زادت مُتطلبات أطرافها ، وزادت الأسرار .. وزادت المشاكل .
• نيران صديقة
نيران صديقة هو كتاب للمؤلف الدكتور علاء الأسواني، صدَّر عن دار الشروق عام 2008، يحتوي على رواية قصيرة ومجموعة قصص؛ كانت الهيئة العامة للكتاب قد رفضت نشرها في أواخر الثمانينيات – إلّا بعد الحذف والمراجعة – فما كان من الكاتب إلا تأجيل نشرها ، ولكن بعدَ تحويل روايته “عمارة يعقوبيان” إلى فيلم؛ تهافتت دور النشر على أعماله، مما دفعه إلى إعادة نشر مجموعة أعمالِه المنسية تحت عنوان نيران صديقة.
صدَّر مسلسل عُرِّض في رمضان 2013 يحمل نفس الأسم، من سيناريو وتأليف محمد راضي، وإخراج خالد مرعي، وبطولة مشتركة بين قائمة طويلة من الفنانين والفنانات .
• فيلم وكتاب
يحتوى الكتاب على رواية قصيرة بعنوان (أوراق عصام عبد العاطي)، ومجموعة قصص تنوعت شخصياتُها، ولكنْ جمع بينهم الوضع الإنسانى والسياسي وأثره على كلٍ منهم .. كل هذا فيما لا يتجاوز ال250 صفحة.
تجد في مجملِ القصص التركيز علي وصفِ المشاعر، والأفكار، والعلاقات بدقةٍ بالغةٍ.. كما تُلاحظ تأريخ تلكَ الفترةِ الزمنية -والتي امتدت بين الثمانينيات والتسعينيات- فجائت تمثل أبطالها أكثر من كونها تمثل أحداثًا عديدة ومواقفَ طويلة .. بنهاياتٍ جاءت أغلبها مفتوحة لتشعل فضولك.
يُعاب فقط على الكتاب المقدمة الطويلة جدا للكاتب .
يحكى المسلسل ايضًا عن مجموعة أصدقاء تجمعهم الصداقة خلال فترة الدراسة ، لتتشابك الأحداث ويدخل الحب والمصلحة والأنتقام في المعادلة ، ليكتشفوا فيما بعد ما يُعرف ب “كتاب الدماء” والذي يضم كل خطاياهم وأحداث حياتِهم من بداية علاقتهم سويًا حاملًا كُل الأسرار، ليجعلهم جميعا يتقاتلون عليه ، في محاولةِ إخفاء الماضي ومعرفة ما وراءَ سِتار صداقتِهُم.. كلُ هذا ضِمنَّ أحداثٍ سياسيةٍ مخفيةٍ وإجتماعيةٍ تُظهِّر دواخل النفس البشرية وما يمكن أن تحمله من خيرٍ وشر.
لن تجد تشابُهًا بين المسلسل والكتاب .. صحيح أن كلاهما يحمل نفس الأسم ؛ ولكن لا الأحداث تشابهت ولا الشخصيات، ولعل التشابه الوحيد – بخلاف الأسم – أن كلاهما صوّر حالة إجتماعية وسياسية وعلاقات بشرية متنوعة .
• خطيئة وفضيلة
أنتَ لا تعرِف أبدًا ما هو مدى الشر الكامن بداخلك؛ طالما لم يحدث ما يُخرج شيطانك للعلن .. لذلك كان جهادُ النفسِ مِن أصعب أنواع الجهاد .. أن تقاوم شهوتك -أيًا كان نوعها-، وأن تُسيطر على إنفعالاتك وتصرفاتك .. أن تَكظّم غيظّك، وتكتُّم غضبّك .. الّا تتفاخر، أو تعتدي على مايملِكُه غيرُك ولو بالنظر.
قيل أَنّ الكلمة أسيرةُ الرجل فإذا تكلَّم بها صار في وثاقِها .. لذلك تجد – كمثال- من يكذِّب كذبة صغيرة، فتتوالى بعدها الكذبات حتى لربما يصبح قاتلًا – فقط لحماية كذبته الصغيرة .. هذه هي القصة ببساطة.
لا أقول ألّا تُخطىء – فلسنا بملائكة- ، ولكنْ تَراجَع عن خطيئتك، وإِعترف، وتعلم ثقافة الإِعتذار، والصبر، والتواضع ، وكن لطيفًا لأجلِك أَنت ، ولأجل أن تحظى بعلاقات هادئة مع أشخاصٍ أسوياء ..
• في النهاية لا تستسلم لنفسك ولشيطانك مهما بدا ذلك مريحًا .. فقد ترتاح اليوم ويأكلك الندم غدًا