آراء ومقالات

ما هي حقيقة الحياة؟

بقلم: هدير القصاص

 

هل هي حياة حقيقية؟ هل جسدنا نمتلكه على الحقيقة؟ من أين جئنا به؟ هل السعادة في المال؟ متي بدءت بدايتنا؟ ومتي سننتهي؟ كيف نعرف كل هذه المشاعر ونعبر عنها؟ الموت! ما هو حقيقة الموت؟ وما حقيقة القبر؟ هل سنحاسب حقاً؟ هل سيأخذ كل واحد نتيجة أفعاله ولو كانت شق تمرة؟ 

مقالات ذات صلة

ليس كل هذه الأسئلة تراودني فحسب، بل أكثر. هل عقلي فلسفي؟ أم منطقي؟ هل الحقيقة هي الحقيقة؟ ومن الذي أقر انها الحقيقة؟ 

ليس بي جُنة لا تخف ولكنني أحب التفكير بعمق، وسأجاوب لك على بعض منها من وجهة نظري، ولكن الإجابة غير منقولة من كتاب فلسفي ولا اي شيء سوي تفكير متواضع وبه ربط بأشياء كثيرة. 

الحياة ليست حقيقة كاملة، لأننا نعيش حياة أخري في أزمان مختلفة في نفس الوقت، فتحلم وتعيش في الأحلام بينما أنت نائم، تسافر بخيالك وتعيش مع من تحب بينما أنت وحيد في مكانك، تتحدث مع صوتك الداخلي وتناقشه وتحاربه وأنت لا تعلم ماهيته أهو روح أم نفس أم شيطان أم ملاك أم عقل أم قلب، وأحيانا تعيش الماضى في حاضرك أو تتخيل مستقبلك؛ ولذلك أنت تعيش حياة تسمى بواقعية وهي تلك التى نعيشها بالفعل والتى هي سبب ونتيجة، أنا كتبت المقال ونشرته ولذلك أنت تقرأه الآن. حياة نحاسب بها وعليها، حياة مرتبطة بحيوات آخرين.

هل أشياءنا وممتلكاتنا حقيقة؟ الحقيقة لا، فإذا حدث حريق في منزلك _لا سمح الله_ أين ممتلكاتك؟ ولكن ممتلكاتك الحقيقية هي التي تحملها بداخلك، فأبحث بداخلك وأعلم ماهيتها، فمن الممكن أن تكون علم راسخ، أو محبة، أو كره، أو أخلاق، أو قلب سليم، أو قلب أسود. فأعلم نفسك عن طريق مراقبة داخلك. 

ما قيمة الممتلكات الخارجية؟ لتعلم قيمتها عليك بمعرفة نفعها، ويوجد منها نوعين، نوع ليسهل عليك حياتك ويحسن من مستوى إنتاجيتك، والآخر ليعطيك قيمة معنوية معينة. فمثلا تشتري سيارة حتي تذهب لعملك بسهولة أكبر من المواصلات، والقيمة المعنوية تكمن في نوع السيارة وهل تأخذ قيمتك من نوع سيارتك، فإذا كنت تركب سيارة قليلة الثمن تشعر بأنها تقلل من قيمتك والعكس. ولكن في يوم خسارتها هل ستخسر نفسك؟ 

هل علينا أن نسابق الزمن لنلحق مواكبة أحداثة وإحداثياته؟ هل سنفقد قيمتنا إذا لم نلاحقه؟ ولكن ما هو الزمن؟ وكيف نتغير ويتغير؟ 

الزمن من عجائب الدنيا، فالليل والنهار يأتيان يوميا وانتجا اليوم والاسبوع والشهر والسنة والقرن، كل هذه السنوات خلقت بسبب تتابع الثوان والدقائق والساعات والأيام، ونحن نولد ونكبر ونشيخ ونموت، بمقدار لا يعمله الا الله، وماذا بعد؟ نموت الموت الذي هو بداية الحياة الأبدية، وتبدل أجسامنا حتى تتوافق مع النعيم أو الجحيم، ولذلك لا عيش إلا عيش الآخرة؛ فنحن بلا شك لم نُخلق هباء، ولن نذهب للهباء المنثور. ولذلك الحياة الحقيقية هي الحياة الأبدية، فكل المواقف تعبر عبر الزمن ولكنها تبقي في صحيفتك فتعيش الحياة الأبدية إما شقي وإما سعيد، فأنت المحدد لمصيرك الحتمي.

وفي الأخير، ما هي الحقيقة؟ ومن يقرر أنها الحقيقة؟ الحقيقة لكل فعل تفعله علنا أو سرا هي النتيجة. فنحن نعيش في حياة السبب والنتيجة فأنت تفعل وتأخذ فإن خيرا فخير وإن شرا فشر. 

 

زر الذهاب إلى الأعلى