آراء ومقالات

مفاجأة اختفاء الشغف

 

بقلم/ هدير القصاص

بعد وصولك لعملك الذي تحب وتشعر أن به شغفك، وتكون ممتليء بالطاقة، أو تستبدل عملك الصعب بعملك السهل ويصبح عملك أسهل بكثير، وكنت تعمل ليل نهار كي تصل إلى هذه المرحلة…تفقد شغفك فاجأه. ماذا حدث؟ أليس هذا ما كنت تحلم به؟ ألا تكبدت من أجله المر؟ ألا باتت الأمور كما تريد، والآن كل ما عليك فعله هو العمل بشغف؟ 

مقالات ذات صلة

ولكن هذا ليس دور الشغف الآن لأنه انتهي دوره، وهذا لا يعنى أنك لا تحب ما وصلت إليه ولكن… هنا دور الالتزام والاستمرارية، فلقد استنزف الشغف طاقتك، وقضى عليها، الطاقة المنبثقة من الشغف بالهدف، فلها طاقة تجعلك تواصل الليل بالنهار، وتستيقظ بكل نشاط. وعندما تصل لهذا الهدف في النهاية تحتاج إلى استراحة محارب قد استنفد قواه في الحرب، ولكنه بحاجة إلى التمرين لأن أمامه حرب أخرى، فلا يستطيع الحراك. 

وهنا يأتى دور الالتزام والاستمرارية. فبهما تجبر نفسك على النهوض من فراشك وأنت فاقد للشغف، وهذه حالة إنسانية طبيعية، فلا يوجد شعور بك يدوم وحتى وإن كان الشغف، والإجبار هو أن تقول لنفسك استيقظ وإلا ستضيع اليوم، استيقظ بلا شغف وادعي الله بهذا الدعاء: “اللهم أخرجنى من حولي وقوتي وأدخلنى إلى حولك وقوتك فإنه لا حول ولا قوة إلا بك، يا قوي، يا معين فلا معين غيرك فبك استعين.” _هذا الدعاء ليس في الأثر ولكنه دعاء ادعو به دائما حتي أقدر على ما علىّ من مسؤليات_ وردد لا حول ولا قوة إلا بالله قدر استطاعتك. 

وانهض واغتسل بالماء البارد واشرب قهوتك ومن ثم ابدء عملك بحول الله وقوته. وأجبر نفسك يوميا على هذا الفعل وخاصا عند اختفاء الشغف. 

قد ذكر الشيخ محمد راتب النابلسي ذات مرة أنك إن لم تستطيع القيام بالعبادات فالتزم بالفروض فقط. 

والعجيب أن الالتزام والاستمرار هما أساس النجاح في كل شيء. فقد سمعت كريستيانو ليوناردو وهو يجيب على سؤال: ماذا يفعل الشخص كي يكون مثلك؟ قال له: لن يستطيع أحد، فالكل يعلم طرق التمرين ولكن لا أحد يستمر. وأوضح أنه يتمرن كل يوم مهما كانت ظروفه أو نفسيته. 

ولذلك عندما تشعر بفقدان الشغف عليك بالآتي: 

١_ تقبل إنسانيتك ونفسيتك وأنك من الطبيعي أن تشعر بالشغف وتفقده. 

٢_ أدعى الله بأن يعطيك من حوله وقوته.

٣_ أجبر نفسك على القيام بالمهام التي لا مناص منها.

٤_ كافيء نفسك على انتصاراتك هذه التي لا يراها إلا الله، وأعلم أن الله سيكافئك عليها. 

٥_ ضع هدف آخر في نفس طريق هذا الهدف الذي وضعت، وأعلم أنه مهما كان كبيرا وأنت وصلت إليه أن هناك الأكبر منه. 

٦_ تعرف على أشخاص في نفس مجال هدفك.

٧_ حاول القراءة حوله ومعرفة كل جديده. 

٨_ ضع لنفسك قدوة وإن كانت مختلفة عنك ولكنها مبهرة بالنسبة لك. 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى