

بقلم : حسنى ميلاد
كل عام وشعب مصر الطيب بخير وسلام وأمان , تزامن الصوم الكبير للمسيحيين الذى يمتد الى 55 يوماً مع شهر رمضان المبارك , وكلا الصومين له قدسية خاصة عند الطرفين ويتشابهان فى كل شىء عدا أنواع الأكل فالمسيحيين يتناولون الاطعمة النباتية التى ليس بها روح مثل اللحوم والطيور ومنتجات الألبان وبعضهم يصوم حتى المغرب مع اخوتهم المسلمين فى حين نجد على الجانب الآخر يصوم المسلمون من بعد الفجر وحتى آذان المغرب وكل يدعو ربه أن يجنب مصر والمنطقة ويلات الحروب ويحمى مصر من الأفكار المجنونة للرئيس الأمريكى ترامب وهمجية الكيان الصهيونى الغاشم التى تريد إبادة الشعب الفلسطينى وتهجير أهالى غزة لتنفيذ مخططاتهم التوسعية والاستيلاء على ثروات المنطقة .
ما أريد أن أقوله أن الصوم يهذب النفس و يقربها الى الله ويخلق الود والتراحم بين الناس وليس الصراع والعنف وحتى اغتصاب الحق من الآخرين , واغتصاب الحق ليس ضرورى بالسرقة أو النهب بل بتعطيل مصالح المواطنين فى قضاء حوائجهم بحجة الصيام والتعب , فقد يكون موظف غلبان او طالب او مريض معدم يقطع مسافة بعشرات الكيلو مترات لأخذ موافقة أو ختم أو حجز توقيع كشف يتعلق بحياة إنسان ونتهرب من تقديم الخدمة ونقول “اللهم انى صائم” وحتى يكون صومنا مقبولا لدى الله.
أن الرحمة وتقديم البر والاحسان لأخوتنا وخاصة وقت الصيام خير دليل على أننا الطريق الصواب
والأفضل عدم الإسراف فى تناول الأطعمة بالأشكال والألوان وغيرنا محروم من شراء القليل الذى يسد رمقه
علينا أن ننظر إلى المساكين والمحتاجين القريبين منا ونقدم لهم بحب وعطاء ما نملك , ويا حبذا لو قدم كل واحد قادر لجاره الفقير المختلف عنه فى العقيدة والدين فهذا من روح الدين وأفضله
السيد المسيح عندما سؤل عن من هو القريب ضرب مثلاً بالسامرى الصالح الذى قدم المساعدة والحب لعدوه اليهودى فى ذلك الوقت بينما تخلى عنه أبناء جنسه قائلاً القريب هو كل إنسان يحتاج إليك حتى وإن كان مختلف عنك
وفى المقابل الإسلام يوصى على سابع جار لم يقل هو متفق معك فى الديانة او العقيدة لكن مشترك معك فى الإنسانية
هيا نتخذ جميعاً من الصوم مسلمين ومسيحيين فرصة للصلاة من أجل بلادنا ليرفع الله الكرب الذى يواجهنا ويوفق مصر فى قيادة مؤتمر إعمار غزة وأن يهدى الأشقاء العرب ليكونوا صفاً واحداً لمناصرة الحق دون خوف من القوى العظمى لأنهم اذا توحدوا سيكونون أعظم منهم .