

بقلم: دعاء عبد الناصر
يعد الأمن القومي لأي دولة هو المحور الرئيسي وحجر الزاوية الأساسي في استقرارها وسبيلها للتقدم. ونظرا، للدور المحوري الذي تلعبه الدولة المصرية في المنطقة سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي، ولتاريخها العريق وموقعها الجغرافي الاستراتيجي، يكتسب الأمن القومي المصري أهمية خاصة.
فالأمن القومي هو مجموعة من الإجراءات التي تتخذها الدولة وفق خطة تنموية شاملة لحماية مصالحها الداخلية والخارجية من أي تهديد، و بما يضمن تحقيق أهدافها و غاياتها القومية. فيشمل الأمن القومي المصري كل ما يضمن حماية الدولة من المخاطر الداخلية والخارجية التي قد تهدد استقرارها وأمنها وسيادتها، فتتعدد أبعاد الأمن القومي ما بين أبعاد عسكرية، سياسية، اجتماعية، اقتصادية،… إلخ.
و يعد الحفاظ على الهوية المصرية ووحدة النسيج الوطني المصري جزء أساسي من الأمن القومي. ولذلك، يعد الشعب المصري الدرع الواقي للأمن القومي للدولة المصرية، بوعيه وتكاتفه في مواجهة الأزمات، وهو ما أثبته على مر العصور.
فلم يغب عن الأذهان ما شهدته و عايشته مصر حتى الآن، و ما خاضته في الآونة الأخيرة، من معارك كبيرة ضد الإرهاب والتطرف، حيث لعب الشعب دورا هاما في دعم القوات المسلحة والشرطة في مواجهة ذلك. و لا يمكن إغفال دور أهل سيناء في مساندتهم للقوات المسلحة في حربها ضد الإرهاب.
فالشعب الواعي يدرك تماماً أن حماية الأمن القومي للدولة، ليس مقتصرا على القوات المسلحة والشرطة فقط، و إنما الأمر يتطلب المشاركة الفعالة من كل مواطن مصري أصيل و مناهضته كل ما من شأنه التأثير على وعيه، و يؤدي إلى تعكير صفو حالة الاستقرار في كافة أبعاد الأمن القومي.
ففي خضم الأحداث المتواترة في أنحاء المنطقة العربية، وما تراه العين ويدركه العقل، يستدعي التنبه والوقوف حائط صد، ضد التحديات والمؤامرات التي تحاك من أجل إسقاط الدولة المصرية و تحويلها لمصاف الدول الفاشلة أو اللادولة.
ولذلك، فالمسئولية هنا مسئولية مشتركة بين الشعب المصري والدولة المصرية، فوعي الشعب المصري هو الدرع الواقي والحصن الحصين الذي يحمي الوطن، ويضمن بقاءها واستمرارها في عملية البناء والتنمية، فالمواطن المصري هو جزء لا يتجزأ من المعادلة الأمنية، و عليه أن يدرك أن وعيه و إدراكه لما يحاك، و أن كل لحظة وعي منه في هذا الوقت الفارق هي خطوة نحو مستقبل مشرق وأكثر أمانا و استقرارا للدولة المصرية.
بقلمي د/ دعاء عبدالناصر
باحثة دكتوراه في الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.