

بقلم/ دعاء عبد الناصر
كالعادة، تثير تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجدل من جديد، وتتفاوت ردود الفعل على ذلك، ما بين المحاباة والرفض القاطع.
فمنذ صعوده لسدة الحكم عام 2016، أثار ترامب جدلا واسعا بسبب سياساته الخارجية ولاسيما تجاه الشرق الأوسط، ومع عودته للمشهد السياسي مرة أخرى وترشحه للانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 وتوليه الحكم، عاد الحديث عن طموحاته والتي دائما ما تصطدم بالواقع، ومن أبرزها موقفه تجاه القضية الفلسطينية وقطاع غزة وتصريحاته المستمره حيال ذلك، والتي تنم عن تصورات غير واقعية تشبه أوهام المستحيل.
فمنذ ولاية ترامب الأولى وهو يتبنى سياسة الانحياز بشكل غير مسبوق لإسرائيل ، ومع استمرار الحرب في غزة وتصاعد وتيرة الصراع في أكتوبر 2023، عادت أفكار تهجير سكان القطاع للطرح من جديد، إلى مناطق أخرى وخاصة إلى شمال سيناء المصرية.
ولكن تلك الأفكار تعود للاصطدام مرة أخرى، بموقف مصر الحاسم والثابت، والذي لطالما أكدت عليه مصر على لسان رئيسها عبدالفتاح السيسي، برفضها القاطع لأي محاولات من شأنها تصفية القضية الفلسطينية وتهجير وتوطين الفلسطينيين في سيناء أو في غيرها، مؤكدة دائما على أن الحل الوحيد هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وكذلك، بالرفض الفلسطيني المطلق لأي محاولات للتهجير أو أي سيناريو يهدد بقاءه على أرضه، إضافة إلى ذلك تمسك الشعب الفلسطيني الشديد بحقه التاريخي في وطنه.
كما أن محاولات تنفيذ مخطط التهجير، يعد انتهاكا واضحا وفاضحا للقوانيين الدولية، وسيؤدي إلى إشعال أزمات إنسانية وسياسية كبرى.. قد تؤدي إلى تفجر المنطقة بأكملها وحدوث فوضى إقليمية غير مسبوقه.
ومع استمرار تصريحات ترامب ومحاولاته تجاهل حقيقة أن الشرق الأوسط ليس ساحة مفتوحة لتجارب سياسية غير مدروسه، يظل حلم التهجير مستحيلا أمام صلابة الموقف الفلسطيني، وثبات القيادة السياسية المصرية وموقفها الحازم، ورفضها لأي إجراءات من شأنها تكريس الظلم التاريخي على الشعب الفلسطيني.
فالدولة المصرية ما زالت ولا تزال تلعب دورا هاما وفعالا في القضية الفلسطينية، انطلاقا من التزامها التاريخي بالقضية إلى جانب الارتباط الوثيق للأمن القومي المصري بمصير قطاع غزة.
فمن هذا المنطلق، يتسم الموقف المصري بالحزم مؤكدا على ضرورة حل الأزمة عبر مفاوضات سياسية تضمن حقوق الشعب الفلسطيني، لا عبر مخططات تعسفية تتجاهل الواقع.
بقلمي د/ دعاء عبدالناصر
باحثة دكتوراه في الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.
ولذلك، تعد أحلام ترامب… أوهاماً مستحيلة.