

بقلم/ محمد عبد الغفار
في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة عرفت وقابلت اصحاب الجلالة واصحاب الفخامة ملوك ورؤساء دول ورؤساء حكومات ورؤساء برلمانات وأيضاً عرفت صعاليك يتكلمون بحكمة وصدق وهم لايحملون شهادات وعرفت من يحملون من درجات الدكتوراه وهم يدمنون الكذب مهنة الصحافة مهنة ذات رساله قوامها الحقيقة والصدق والموهبة والقراءة المتصلة والضمير الحي .
من ذكرياتي في مهنة البحث عن المتاعب بعد ان انتهيت من عملي في أخبار اليوم وركبت القطار في طريق عودتي الي طنطا وكنت احلم بقضاء يومين في مدينتي وبالفعل دخل القطار المحطة وكنت أستعد للنزول فإذا بالهاتف المحمول يرن كان المتصل الأستاذ محمد عبد الواحد مدير مكتب الاستاذ إبراهيم سعده سألته في لهفة خير يا استاذ عبد الواحد
اجابني قائلا : الاستاذ ابراهيم سعده يريدك الان
قلت له أنا في القطار داخل طنطا وحتي اعود امامي ساعتين علي الأقل قال لي أنتظر علي التليفون بعد دقائق عاد وقال لي تعليمات الأستاذ إبراهيم سعده رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير لقد تم إختيارك شخصياً للسفر الي الخرطوم في السودان غداً مع الوفد المصري رفيع المستوي لبحث عودة العلاقات المصرية السودانية بعد ان قطعت بسبب المؤامرة علي اغتيال الرئيس حسني مبارك في أديس أبابا بإثيوبيا ولابد أن تاتي غداً مبكراً جداً ومعك جواز السفر لإنهاء إجراءات السفر لأنك المفروض ستكون غداً في الخرطوم مع الوفد رفيع المستوي وانك الصحفي الوحيد الذي سيكون مع الوفد .
وانتهت المكالمة وبالفعل كنت في الجريدة مبكراً لأخذ التعليمات وإنهاء إجراءات السفر واستلمت تذكرة السفر واتجهت الي مطار القاهرة بسيارة الجريدة كانت تعليمات الاستاذ الكبير إبراهيم سعده معرفة كل صغيرة وكبيرة وكتابة تقرير صحفي كامل عن الرحلة واسرارها وعقد لقاءات مع القيادات السودانية لأهمية السودان بالنسبة لمصر
وصلت مطار الخرطوم الساعة الثانيه صباحاً كان في استقبالي مندوب من السفارة المصرية وايضا مندوب من وزارة الاعلام السودانية وذهبنا الي فندق إقامة الوفد فندق الهيلتون و كان الوفد مكونا من الأستاذ صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى و الدكتور مصطفي الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري والدكتور علي الدين هلال وزير الرياضة والسفير محمد بسيوني سفير مصر السابق في إسرائيل ورئيس لجنة العلاقات الخارجية والأمن القومي بمجلس الشوري
في المساء ذهبنا الي القصر الجمهوري بالخرطوم وكان اللقاء الأول بالرئيس السوداني عمر حسن البشير في جو من الحميمية واستلم من صفوت الشريف رسالة خطية من الرئيس محمد حسني مبارك ودارت المناقشات حول الوضع في منطقة الشرق الأوسط وكان اكثر المتحدثين الدكتور مصطفي الفقي وانتهت المقابلة بعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في اليوم التالي وجهت الي الدعوة بالسفر مع الرئيس عمر البشير في الطائرة الرئاسية الي مدينة جوبا عاصمة الجنوب السوداني قبل الانفصال لتصبح عاصمة جمهورية جنوب السودان بعد ذلك ورأيت في جوبا عاصمة جنوب السودان قصر الملك فاروق ملك مصر والسودان وأيضاً المسجد الفخم الذي بناه الملك فاروق ويحمل اسمه
كان لابد من مقابلة الزعماء السودانيين التقيت بزعيم حزب الأمه الدكتور الصادق المهدي رئيس وزراء السودان التاريخي السابق وزعيم طائفة الأنصار وهي طائفة دينية صوفية كبيرة اسسها جده قائد الثورة المهدية في السودان حليف الزعيم المصري أحمد عرابي وقادة ثوره 1919في مصر عندما كانت مصر والسودان دولة واحدة وكان اللقاء في داره بأم درمان تحدث الزعيم السوداني عن العلاقات المصرية السودانية الوطيدة وقال لي أنه مازال يعيش واسرته في قصره ضاحية مصر الجديدة بالقاهرة ويمارس لعبة التنس بنادي هليوبوليس وقال لي ان أمريكا والغرب ومعهم إسرائيل ومجلس الكنائس العالمي الذي يقوم بالتبشير في الجنوب السوداني والبروتستانت اتفقوا علي التقسيم بسبب ظهور النفط في السودان بكميات كبيرة من البترول والغاز وراء ذلك كونداليزا رايس التي كانت تعمل رئيسة لإحدى شركات البترول وهي الآن تشغل وظيفة هامة مع الرئيس الامريكي فهي مستشار الأمن القومي وصاحبة مشروع الفوضي الخلاقه في الشرق الأوسط والمخطط سيبدأ بتقسيم السودان ثم بقية الدول العربية
في اليوم التالي اتصل مكتب الدكتور مصطفي إسماعيل وزير الخارجية السوداني بي في الفندق وإذا بصوت الوزير مرحبا بي في السودان يدعوني للغذاء في داره بأم درمان وان سيارة ستأتي الي الفندق بعد دقائق لتصاحبنى الي الدار وبالفعل وصلت الي الدار واستقبلنى الرجل وهو من كبار المثقفين وتلقي تعليمه في بريطانيا وكان معه احد الدبلوماسيين سفير السودان في الكونغو وقال لي الوزير انه سيترك الكونغو قريباً ليكون سفيراً للسودان في جامعة الدول العربية بالقاهرة قال السفير الم تسمع عني من قبل اندهشت وقلت لم أتشرف من قبل فقال انا جاجارين الجناح الأيمن للمنتخب السوداني لكره القدم وأيضاً نادي الهلال السوداني وكنت سألعب للنادي الأهلي في مصر في الستينات وانا اهلاوي ومازال اصدقائي في مصر من لاعبي النادي الأهلي وعندما أنتقل للقاهرة ستجدنى كل يوم بالنادي الأهلي وبعد الغداء انتقلنا للسياسة وبادرني الدكتور مصطفي اسماعيل وزير خارجية السودان والدتي تعيش ومقيمة بالقاهرة في حي عين شمس وهو بيت العائلة وفي زيارة لي الي أمي سالتني انتم في السودان مزعلين مصر ليه طبعا كان لها حق شقيقي الكبير كان ضابطاً في الجيش المصري واستشهد في حرب 1948 و تم دفنه في مقابر الشهداء في القاهرة وشقيقي الذي يليه كان ايضا ضابطاً في الجيش المصري واستشهد في حرب 1956 وتم دفنه في نفس المقابر بالقاهرة كنا دولة واحدة ولم نكن نريد كسودانيين الانفصال عن مصر وكان ذلك مخططا استعماريا والسودان والسودانين سيكونوا ضحية الانفصال عن مصر وبدأ تنفيذ مخطط تقسيم السودان المهم ان ننتبه لمخطط التقسيم
السودان لاغني له عن مصر ومصر لاغني لها عن السودان