حكايات

حكايات فى بلاط صاحبة الجلالة

أزمه إختطاف من جامعة الدول العربية

د. محمد عبد اللاه

بقلم: محمد عبد الغفار 

تزعمت العراق وسوريا وليبيا والجزائر حملة شرسة ضد مصر بسبب توقيع اتفاقية السلام في كامب ديفيد وهاجمت إسرائيل لبنان واحتلت العاصمة بيروت وحاصرت مخيمات الفلسطينيين ومنظمة فتح ورئيسها ياسر عرفات ونجحت مصر في إخراج ياسر عرفات ومقاتلي المقاومة من بيروت في ظل العجز العربي
وانتقال مقر الجامعة العربية الي تونس بدلاً من القاهرة وانتقلت منظمة التحرير ومكاتبها ورئيسها ياسر عرفات إلي تونس التي أقام فيها وجاء المؤتمر البرلماني الحوار العربي الأفريقي وذهبت لتغطية هذا الحدث السياسي كنا ثلاثة صحفيين انا والأستاذ سامي متولي من الأهرام والأستاذ محمد الطويله من مجلة اكتوبر والتقينا في صالة كبار الزوار مع الوفد المصري برئاسة الاستاذ سيد زكي وكيل مجلس الشعب وضابط كبير وأيضاً ضابط من جهة سيادية لتأمين الوفد بسبب قيام بعض المنظمات من المقاومة الفلسطينية والتي تحركها بعض الدول العربية تقوم بحوادث خطف واغتيال للشخصيات أو الصحفيين المؤيدين لاتفاقية السلام وصلت الطائرة مطار قرطاج بالعاصمة التونسية واتجهنا الي فندق الإقامة وكان هذا الفندق أيضا مقراً للجامعة العربية بالطبع كان الوفد المصري ضمن مجموعة الدول الأفريقية في الحوار الذي سيبدأ مع المجموعة العربية وأخذ كلا من المجموعتين كل مجموعة تجتمع في أحدي القاعات المعده للاجتماعات لدراسة جدول الأعمال والتنسيق فيما بينها قبل أن يعقد الحوار نزلت وحدي الي اللوبي بالفندق لتناول فنجان من القهوة استعداداً لبدء العمل الصحفي فإذا بي أجد امامي رئيس وفد منظمة التحرير وكنت تعرفت عليه من فترة طويلة بالقاهرة قبل سنوات الخصام استقبلني الرجل بالٱحضان وبكل ترحاب وسألني لماذا لم يحضر القطب البرلماني اليساري الأستاذ خالد محي الدين رئيس حزب التجمع قلت له لا أعرف الرجل ظن أنني من صحفيين جريدة اليسار وطلب مني أن أنقل تحيات الوفد الفلسطيني في الحوار العربي الأفريقي بل طلب مني أن أحضر إجتماع المجموعة العربية فوافقت بالرغم أن الاجتماع خاص جداً وبعد أن احتسيت القهوة ذهبت معه الي القاعة المخصصة للمجموعة العربية بل وقدم لي حقيبة من حقائب المجموعة بها مجموعة من الأوراق التي سيتم مناقشتها طال اجتماع المجموعة العربية وظللت اتابع بشغف ما يدور وماذا سيحدث في الحوار من المجموعة وتوزيع الأدوار وانتهي الإجتماع وأنطلقت الي حيث يجلس الوفد المصري
وصلت فإذا بعاصفة من الغضب من السفير المصري في تونس عندما طالت غيبتي حوالي ساعة ظن السفير ومعه أعضاء الوفد أنه تم اختطافي كان وقتها الجو في تونس صعبا بسبب الفصائل الفلسطينية واختلافاتهم بين يمين ويسار واتجاهات البعض منهم من تموله العراق وليبيا وسوريا للاختطاف الإغتيالات اقصر الطرق وإحراج مصر وقيادتها كان السفير المصري في حاله من الغضب الشديد وقال غاضباً انت لاتغادر ولاتترك الوفد المصري كفايه قلبنا الدنيا وقلنا انك اختطفت غضبت من حديث السفير معي ونظرت الي صديقي الدكتور محمد عبد اللاه رئيس لجنة العلاقات الخارجية والعضو البارز في الوفد انتحي بالسفير جانبا دقائق قليلة من الحديث وهداء السفير المصري قائلا لي كنت ستسبب في أزمة كبيرة كان جالساً علي الفوتية شخصية يبدو عليها الوقار طلب مني الجلوس بجانبه وقدم لي نفسه أنه دبلوماسي في السفارة المصرية بدرجة مستشار جاء من السفارة علي عجل سألني اين كنت لقد غبت أكثر من ساعة والجميع أعتقد أنه تم اختطافك قلت له كنت أحضر اجتماع المجموعة العربية سألني ثانية كيف حضرت هذا الإجتماع قلت له بصحبة رئيس الوفد الفلسطيني الذي رحب بي بل واعطاني حقيبه اوراق ووثائق المجموعة لتعينني في الإنفراد الصحفي سألني عرفته أمتي قلت قد قابلته من سنوات في القاهرة طلب الرجل مني تسليمه هذه الأوراق وانتحي وهو يطيب خاطري لاتزعل هذا من شدة الحرص علي سلامتكم
وأنا أدعوك الي مكتبي في السفارة المصرية لتتحدث كما تشاء وتملي الجريدة المكالمات غالية وبالدولار وأنا في انتظارك غداً في السفارة قلت له هذه اول مرة أحضر الي تونس والسفير عمل لي حالة رعب خوفا من الاختطاف قال لي سأرسل لك سيارة من السفارة المصرية ذهبت الي غرفتي لأخلع ملابسي استعداداً للنوم فإذا بتليفون الغرفة يرن كان المتحدث دكتور محمد عبد اللاه رئيس لجنة العلاقات الخارجية قال لي ياابوحميد انت نمت أرتدي ملابسك وتعالي معي مشوار قريب انا في انتظارك في اللوبي ارتديت ملابسي ونزلت له كانت سيارة دبلوماسية فخمة في انتظاره وركبنا السيارة سألته الي اين قال السفير بتاعنا عازمني وطلب ان تحضر معي بالفعل كان الرجل عازمنا في الهيلتون واستقبلني بوجه غير الوجه الذي استقبلني به في مقر إقامة الوفد كان رجلاً جميلاً بشوشا ورحب بي وجلسنا ثلاثتنا في تقييم الموقف وغادرنا فندق الهيلتون بالعاصمة التونسية وطلب الدكتور من السفير أن يتركنا نسير في الشارع لنشم الهواء والمسافة من الهيلتون الي مقر إقامتنا لاتتجاوز 900متر كان الوقت متأخراً في منتصف الليل والشوارع تكاد تكون خالية وسرنا نتحدث سويا سألني ثلاث مرات أترشح لمنصب الوزير مره وزيراً لمجلس الشعب والثانية وزيراً للسياحة وطلبني رئيس الوزراء لمقابلته وذهبت الي مجلس الوزراء بالفعل لمفاتحتي وانتظرته كما طلب بعد الانتهاء من مقابلة رئيس وزراء أرمينيا وانتهت المقابلة ليخطرني مدير مكتبة بتليفون مفاجيء بالابقاء علي وزير السياحه الموجود واعتذر رئيس الوزراء هل تعرف لماذا هذا يحدث معي قلت له ابحث في المطبخ تعرف السبب ووصلنا فندق الإقامة 
في الصباح وجدت إثنان من ذوي العضلات المفتولة يقتحمان غرفتي وقال أحدهما باللهجة المصرية أستاذ محمد عبد الغفار تفضل معنا ارتديت ملابسي ونزلت معهما في هدوء وركبنا سيارة بيجو جلست في المقعد الخلفي والإثنان مفتولي العضلات أحدهما يقود السيارة والآخر بجواره أخرج جهاز لاسلكي وقال لمن يحدثه المطلوب معانا يافندم احنا الآن في شارع الحبيب  بمجرد سماعي كلمة المطلوب معانا تذكرت غضب السفير المصري واعتقدت اني بالفعل تم خطفي شعرت بالخوف وأخذت أردد ايات القرآن الكريم في سري وكلما تجاوزنا شارع يتكرر نفس الجملة المطلوب معانا يافندم بدأت أشعر بالقلق عندما ادي النداء الأخير احنا في البلفدير يافندم وهو حي فاخر وتوقفت السيارة أمام بناية فاخرة عليها لافتة السفارة الباكستانية وتحتها رعاية المصالح المصرية كانت العلاقات المصرية التونسية  مقطوعة بسبب المقاطعة العربية وجمهورية باكستان مسؤوله عن رعاية المصالح المصرية في تونس وشعرت بالاطمئنان قليلا وقفز مفتول العضلات الذي يحمل جهاز اللاسلكي وفتح لي الباب الخلفي ونزلت وقال لي الباشا في انتظارك ودخلت السفارة وهو يتقدمني لأجد نفسي في مكتب الشخص الذي قال لي أنه ديبلوماسي بدرجة مستشار في السفارة المصرية استقبلني بترحاب كبير وشكرني كثيراً وقال أي اتصالات تحب تعملها لمصر تحت امرك تستطيع أن. تتصل بالبيت أو الجريدة قلت له لقد ارعبني رجالك كلما قالوا المطلوب معنا يافندم كنت أشعر بالرعب وأشعر أنني خطفت  استغرق في الضحك قال سيادة السفير أمس قال لك لاتزعل أنه الحرص عليكم من الخطف والاغتيال وتناولنا المرطبات والقهوه ثم قال لي اسمح لي أدعوك علي العشاء في منزلي غداً وجلسنا نتناقش في الأوراق التي أخذها وقال لي لاتتعجل النشر انتظر يومين وستحصل علي موضوع جيد وبعد المناقشات السيارة التي احضرتني عادت بي الي الفندق الذي استعدت قاعاته للحوار العربي صباح الغد وبعد الإفتتاح ستكون الإجتماعات داخل البرلمان التونسي حضرت الإجتماع وليلا جاءت السيارة واخذتني الي منزل الدبلوماسي المصري الكبير وصلت إلي الفيلا واجتزت الحديقة الكبيرة ومعي الحرس الخاص وجاء الرجل يرحب بي بشموخ المصريين وتناولنا العشاء ثم قال لي اسمح أن أوجه لك الشكر لقد استفدنا من الأوراق التي حصلت عليها واحبطنا ما كان يدبر له محور العداء العربي ضد مصر وتمت الاتصالات مع الدول الأفريقية المشاركة وبعض الدول العربية لعدم اخذ اي توصيات ضد مصر وقدم لي نفسه أنه المسؤول عن شمال افريقيا في جهاز سيادي محترم له تاريخ مجيد وتنباء الرجل أنني سأكون صحفي ممتاز وأخذ يشرح الموقف السياسي في شمال أفريقيا وموقفها من مصر ليس موقفا عدائيا وعلي هامش الحوار العربي الأفريقي التقيت رئيس وزراء تونس محمد مزالي وعدت الي مصر وفي جعبتي خبطة صحفية تسلمها مني عمنا المحترم الاستاذ الكبير عبد الفتاح الديب نائب رئيس تحرير رحمه الله …وبعد أن انتهي من قراءتها قال لي فخورا انت صحفي جن برافو عليك

زر الذهاب إلى الأعلى