حكايات

من بلاط صاحبة الجلالة

يوم السبت الساخن

بقلم: محمد عبد الغفار

كنت جالساً في البهو الفرعوني صباح السبت كان يوماً شتويا بارداً بمجلس النواب جاء أحد الأعضاء ليقول لي وكنت أجلس مع بعض النواب في البهو لأشرب القهوة ذكر أن عدداً من نواب الصعيد متجمعين في مكتب رئيس المجلس في حالة ثورة من النكت التي تلقي علي الصعايده التي أنتشرت في هذا الوقت ورئيس المجلس يحاول تهدئتهم وكنا نستعد لبدء الجلسة الاعتيادية الصباحية بعد قليل وماهي إلا دقائق حتي بدأ رنين الجرس  ينذر ببدء الجلسات استعددا لدخول القاعه كنت اتصفح جدول الأعمال وبدأت الجلسة بالفعل ووجدت إسمي يتردد في الجلسة تعجبت ما صلتي بهذا الأمر وأعطي رئيس المجلس الكلمة لعدد من نواب الصعيد وكانت كلماتهم غاضبة مما نشر صباح اليوم في جريدة أخبار اليوم مطالبين بمحاكمتي عما كتبته في القصة الإخبارية المنشورة واعتبروها إهانة وسخرية من نواب الصعيد قفزت من مكاني لأصعد إلي شرفة الصحافة بالقاعة والكلمات الغاضبه تتناولني مطالبه بمحاكمتي والجميع ينظر الي شرفة الصحافة وعيونهم علي شخصي وطار الخبر الي جريدة أخبار اليوم ليتصل بي الأستاذ إبراهيم سعده ليسألني عما يحدث من هجوم هؤلاء النواب علي الجريدة وعلي شخصي كان الموقف مفاجئاً بالنسبة لي وللمجلس وأصل الحكاية في الأسبوع الذي سبق هذه الجلسة كان هناك اجتماعا برلمانياً للجنة التعليم في المجلس لأمور تخص الجامعات

وحضر الجلسة الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالي كان الرجل يحترمه الجميع أغلبية ومعارضة لعلمه فهو القامة القانونية الكبيرة واحد خبراء القانون الدولي والمحامي الدولي الذي ترافع أمام محكمة التحكيم الدولية وأعاد طابا إلي الوطن كان الرجل مهيبا متواضعاً و بعد الإنتهاء من إجتماع اللجنة البرلمانية طلب الرجل ان أصطحبة ليناقشني في عمودي الأسبوعي بأخبار اليوم صعدت معه الي مكتب رئيس اللجنه في الدور السابع وأخذ يتحدث معي واثناء حديثة دخل أحد نواب الصعيد وقدم إليه طلباً غريباً يريد أن يلتحق قريباً له يحمل دبلوم صنايع كلية الحقوق جامعة اسيوط رد عليه وزير التعليم العالي الدكتور مفيد شهاب أن هذا الطلب مخالف للقانون رد عليه النائب الصعيدي الطيب ملحاً في قبول الطالب فقال له له الوزير يحاول إقناعه : أن الشروط غير متوافرة فيه كليات الحقوق تقبل الطالب الذي يحصل علي الثانوية العامة فقط وبالمجموع الذي حدده مكتب التنسيق ويحاول إفهامه أن طلبة مخالف للقانون رد عليه النائب الصعيدي أن كلية حقوق أسيوط تقبل الحاصلين علي دبلوم الصنايع بدأ صبر الوزير ينفذ مع إلحاح النائب الصعيدي دخل النائب الدكتور مهندس فيصل الشرقاوي وأخذ يتابع الحوار والمجادلة بين النائب الصعيدي ووزير التعليم العالي أضطر الوزير إلي القيام من مجلسة ليتصل برئيس جامعة أسيوط تليفونيا من تليفون رئيس اللجنة أمام النائب الصعيدي وسأله: يادكتور أبو المكارم هل تقبلون في حقوق أسيوط الحاصلين علي دبلوم الصنايع ؟ وشرح له مما قاله النائب رد عليه رئيس الجامعة : سيادتك رئيس المجلس الأعلى للجامعات ولم يحدث هذا ابدأ ، خجل النائب الصعيدي وكان من العمال والفلاحين وهنا تدخل النائب الدكتور فيصل الشرقاوي وكان خفيف الدم قائلاً : هذه هي بلاوي العمال والفلاحين اللي أنتم كحكومة حريصون علي وجودهم في المجلس النيابي وأخذ يتحدث عن الواقعه بسخرية وجدت نفسي أمام قصة صحفية ساخرة كبتت القصة بكاملها وأحداثها كما وقعت ونشرت بصفحة البرلمان بأخبار اليوم وتسببت في ثورة نواب الصعيد واعتبروا ما كتبته اعتداء علي الدستور وطالبوا بمحاكمتي حاول الدكتور فتحي سرور امتصاص غضب نواب الصعيد فأرسل قبل الجلسة في إستدعاء الدكتور مهندس فيصل الشرقاوى وقال له : يادكتور فيصل نواب الصعيد يتهموك بالاعتداء علي الدستور ومعني هذا أنك سيتم إحالتك الي لجنة القيم وإسقاط عضويتك من المجلس هنا بدأ الرعب يجتاح النائب فيصل الفصل من المجلس والمحاكمة والحبس كان المخرج أن ينكر كل ماحدث وأنه لم يتحدث في شيء ولم يقابلنى وطلب نواب الصعيد أن يكون ذلك كتابة وأضطر الدكتور فيصل أن يكتب وبهذا أصبحت الفاعل الوحيد حتي بدأت الجلسة يوم السبت وتحولت إلي متهم سياسي وأمام الهجوم علي الصحافة وشخصي في القاعة بدأت تلوح أزمة قد تنشأ بين الصحافة ممثلة في نقابة الصحفيين وأخبار اليوم والمجلس النيابي

أشار لي الدكتور النائب زكريا عزمي أمين عام رئاسة الجمهورية أن أهبط من شرفة الصحافة واقابله لاحظ توتري وقال لي أشرح لي الحكاية شرحتها له وسألني هل إذا طلبنا من الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالي سيقول الحقيقة ؟ قلت له :نعم إنه رجل شريف ومحترم وسيقول الحقيقه دخل الدكتور زكريا عزمي القاعة وطلب الكلمة من الدكتور فتحي سرور رئيس المجلس ليطلب تأجيل الفصل في الموضوع المطروح أمام المجلس لجلسة المساء واستدعاء الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالي ليقول الحقيقة أمام المجلس كان موقفاً شريفاً ونبيلا وشهما من الدكتور زكريا عزمي بالرغم أنني لم أكن عضواً في الحزب الوطني الحاكم ولا أي حزب من الأحزاب صفق نواب المعارضة وعقلاء الحزب الوطني للاقتراح الذي تقدم به الدكتور زكريا عزمي وأمتنع زملائي الصحفيين بالشرفة سواءً كانوا من الصحف القومية او الحزبية أو الخاصة بشرفة الصحافة بالمجلس عن نشر ما حدث في هذه الجلسة تضامناً معي
بدأت جلسة المساء الساعة الثامنة مساءً وحضر الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالي وكان تساؤل صحفيو البرلمان هل ستجامل الحكومة النواب علي حساب الصحافة؟ اغلبهم ترك شرفة الصحافة وبقيت في مكاني رغم إلحاح الزملاء بترك الجلسة صعد الدكتور مفيد إلي المنصه والجميع يتطلع إليه في صمت وأخذ الرجل يشرح ما حدث بالتفصيل ليؤكد صحة ما كتبت في قصة أخبار اليوم المنشورة في الصباح وأن ماكتبتة هو حقيقه ماحدث ليثبت الرجل براءتي مما قيل في جلسة الصباح ليصفق له الجميع أغلبية ومعارضة علي شهادة الحق وإعلان الحقيقة دون مجاملة لم أشعر بنفسي إلا وأنا أقف في الشرفة ونظر إلى الجميع وأزدادوا في التصفيق وأنا الوح لهم شاكراً بفرحة الإنتصار
كان الرئيس حسني مبارك يتابع في المنزل الجلسة الرئيس كان لديه شاشة ومونيتور يتابع الجلسات علي الهواء ليكون علي صلة حية بما يدور في الجلسات وأيضاً نفس الحكاية في مكتب رئيس الوزراء وتصادف أن الرئيس مبارك بعدها بأيام كان يحضر افتتاح المطابع الحديثة في أخبار اليوم بمدينة أكتوبر وكان معه رئيس مجلس الشعب رئيس مجلس الشوري وفي الصالون المعد لاستقبال الرئيس والضيوف جلس معه الدكتور فتحي سرور الذي فجاءة الرئيس بسؤاله عما حدث في جلسات السبت والجلسة المسائية قائلاً للدكتور سرور معاتبا ماحدث ماكان ليصح كنتم ستضحون بصحفى كتب حقيقة ما حدث وكان كلامة إنتصارا للحق الصحافة والصحفيين ومرت أيام قليلة وصلني علي الجريدة إخطار ضبط وإحضار نيابة شمال القاهرة بشارع الجلاء أدركت أن النائب الصعيدي أخذ المسألة ثأر أخذت مضبطة مجلس الشعب وبها شهادة الدكتور مفيد شهاب علي سبيل الاحتياط وذهبت إلى الي النيابة استقبلني رئيس النيابة للمرة الثانية وأطلعني علي لبلاغ المقدم من النائب الصعيدي ضدي بتهمة الإعتداء علي الدستور قدمت إلي رئيس النيابة مضبطة مجلس الشعب وفيها شهادة الدكتور مفيد شهاب أمام البرلمان ليتم حفظ التحقيق ,,,كانت أيام

زر الذهاب إلى الأعلى