تقارير

25 ديسمبر أم 7يناير.. تعرف على سر اختلاف الاحتفال بـ”عيد الميلاد المجيد”

 

تقرير بقلم

غدير سامي

 

 

ترأس قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس عيد الميلاد المجيد، وذلك اليوم السبت الموافق 6 يناير 2024. 

ويُعتبر “عيد الميلاد المجيد” ثاني أهم الأعياد المسيحية على الإطلاق بعد عيد القيامة، حيث يُمثل ذكرى ميلاد السيد المسيح “عليه السلام”.

 

ويرافق “عيد الميلاد” احتفالات دينية وصلوات خاصة للمناسبة عند أغلبية المسيحيين، واجتماعات عائلية واحتفالات اجتماعية أبرزها وضع شجرة عيد الميلاد وتبادل الهدايا وإنشاد الترانيم الميلاديَّة وتناول عشاء الميلاد، ولدى هذه العادات الاحتفالية المرتبطة بعيد الميلاد في العديد من البلدان أصول من العصور ما قبل المسيحية وأصول علمانية بالإضافة للأصول المرتبطة بالمسيحية.

 

وتحتفل أعداد كبيرة من غير المسيحيين ثقافيًا بالعيد أيضًا، وهو عطلة رسمية في أغلب دول العالم، وفي الوطن العربي يعد عطلة في سوريا ولبنان ومصر والأردن وفلسطين والعراق.

 

تاريخ الاحتفال

 

أول من احتفلت بـ”عيد الميلاد” كعيد مستقل، هي روما، وحددت لذلك يوم 25 ديسمبر في القرن الثالث الميلادي، ومنها انتقلت الاحتفالات إلى شمال إفريقيا وبلاد الغال «فرنسا وشبه الجزيرة الأيبيرية حاليًا»، ثم الشرق، حيث احتفلت القسطنطينية به في عام 380 ميلاديًا، وتبعتها آسيا الصغرى، ومن ثمّ أنطاكية في عام 386 ميلاديًا، حسب عظة يوحنا ذهبي الفم، وفي قبرص في أوائل القرن الخامس الميلادي، وآخر من احتفلت بعيد الميلاد مستقلًا، هي أورشليم “القدس” في عام 549 ميلاديًا.

كان التقليد الأقدم، هو الاحتفال بعيد الثيؤفانيا “الظهور الإلهي” في القرن الثاني الميلادي، والكنيسة الوحيدة التي حافظت على هذا التقليد حتى اليوم، هي الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية، وظل هذا التقليد هو السائد في مصر حتى عام 432 ميلاديا، إذ ترد أول إشارة للاحتفال بـ”عيد الميلاد” بشكل منفصل، في عظة بولس الحمصي بالإسكندرية في حضرة كيرلس السكندري، ومنذ ذلك الوقت، ثبت الاحتفال بعيد الميلاد منفصلاً في يوم 29 كيهك حسب التقويم المصري، وبعد التعديل الغريغوري، أصبح حاليًا يوافق 7 يناير.

 

اختلاف مواعيد الاحتفال

 

يختلف الاحتفال بعيد الميلاد المجيد بين الكنائس الشرقية والغربية، ففيما تحتفل الكنائس الكاثوليكية بهذه المناسبة يوم 25 ديسمبر تحتفل بها الكنائس الأرثوذكسية يوم 7 يناير من كل عام.

 

ويرجع سبب الاختلاف في الاحتفال بعيد الميلاد المجيد بين كنائس الشرق والغرب إلى الاختلاف في التقويم الذي تعتمده كل كنيسة، فالكنائس الشرقية تعتمد على التقويم اليولياني المأخوذ عن التقويم القبطي الموروث من أجدادنا الفراعنة والمعمول به منذ دخول المسيحية مصر، أما الكنائس الغربية تعمل وفق التقويم الغريغوري الذي هو التقويم اليولياني المعدل.

 

25ديسمبر أم 7 يناير

 

حسب التقويم القبطي يحتفل الأقباط بعيد الميلاد يوم 29 كيهك، وكان هذا اليوم يوافق 25 ديسمبر من كل عام حسب التقويم الروماني وهو التقويم الميلادي، حيث تحدد هذا اليوم في مجمع نيقية عام 325 م، ليكون عيد ميلاد المسيح أطول ليلة وأقصر نهار فلكيًا، ثم بعدها يبدأ الليل في النقصان والنهار في الزيادة.

 

واستمر العمل بهذا إلا أنه في أيام البابا جريجورى بابا روما عام 1582 م لاحظ العلماء أن 25 ديسمبر عيد الميلاد لا يقع في أطول ليلة وأقصر نهار، بل وجدوا أن الفارق عشرة أيام، وأنه يجب تقديم 25 ديسمبر بمقدار عشرة أيام حتى يقع في أطول ليل وأقصر نهار، والسبب في ذلك هو الخطأ في حساب طول السنة، حيث كان التقويم اليولياني يعتمد السنة على أنها 365 يومًا و6 ساعات فيما لاحظ العلماء أن السنة والتي توازي مدة دورة كاملة للأرض حول الشمس 365 يومًا و5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية أي أقل من طول السنة السابق حسابها بـ11 دقيقة و14 ثانية.

 

ووجد العلماء أن مجموع هذا الفرق منذ انعقاد مجمع نيقية عام 325م وحتى عام 1582 حوالي عشرة أيام، لذلك أمر البابا جريجوري بحذف عشرة أيام من التقويم الميلادي اليولياني حتى يقع 25 ديسمبر في موقعه كما كان أيام مجمع نيقية، وسمي هذا التعديل بالتقويم الغريغوري.

وبموجب هذا التعديل أصبح يوم 5 أكتوبر 1582 هو يوم 15 أكتوبر في جميع أنحاء إيطاليا، وبعدها وضع البابا غريغوريوس قاعدة لضمان وقوع عيد الميلاد 25 ديسمبر في موقعه الفلكي تزامنا مع أطول ليلة وأقصر نهار بحذف ثلاثة أيام كل 400 سنة، وهي الثلاثة أيام الناتجة عن تجميع فرق الـ11 دقيقة و14 ثانية كل حوالي 400 سنة ليصبح ذلك التعديل يشمل 13 يوما وبدأ التطبيق في إيطاليا وبقية أنحاء أوروبا.

 

ودخل هذا التعديل مصر بعد دخول الإنجليز إليها في أوائل القرن الماضي، وبذلك أصبح يوم 29 كيهك عيد الميلاد يوافق يوم 7 يناير بدلا من 25 ديسمبر كما كان قبل دخول الإنجليز إلى مصر، حيث لم يطرح الفارق وهو 13 يوما من التقويم القبطي.

وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد الميلاد المجيد يوم 29 كيهك في السنوات البسيطة التي تقبل القسمة على أربعة ويكون هناك باقي ويكون عدد أيام شهر النسيء آخر شهور السنة القبطية 5 أيام، أما في السنوات الكبيسة والتي تقبل القسمة على أربعة بدون باقي فيكون عيد الميلاد يوم 28 كيهك ويكون شهر النسيء 6 أيام.

زر الذهاب إلى الأعلى