تقارير

كوابيس وميول انتحارية.. الاضطرابات النفسية تحاصر عناصر جيش الاحتلال

 

 

تقرير بقلم: غدير سامي 

 

تتزايد المؤشرات الإسرائيلية التي تتحدث عن حالة الاضطراب والتخبط والقلق التي تسيطر على جيش الاحتلال الإسرائيلي سواء على المستوى القيادي أو على مستوى الجنود الذين باتوا يفتقدون للروح القتالية ويعانون من حالة انهيار في المعنويات في أي مواجهة لهم مع المقاومة في قطاع غزة، بعد سلسلة الهزائم التي مني بهم جيشهم أمام المقاومين.

كما تتزايد التقارير التي تشرح معاناة جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي العائدون من غزة، من صدمات نفسية وكوابيس مزعجة من هول مشاهد الحرب، وحسب تقارير عبرية، فإن المستشفيات تحقن المضطربين بمواد مخدرة ليتمكنوا من النوم.

 

وبعد مرور أكثر من 80 يومًا على بداية عملية طوفان الأقصى والعدوان الصهيوني الشرس على قطاع غزة، أفادت تقارير عن وجود حالة عامة بين جنود الاحتلال من عدم الثقة بالقيادة العسكرية، بعد أن كسرت المقاومة شوكة العدو الصهيوني، وبالتالي فإن فكرة “الجيش الذي لا يُكسر” ذهبت إلى غير رجعة، والجميع لمس هذا الأمر، لذلك فإن الجنود الاسرائيليون فقدوا الثقة في القيادة التي أصبحت عاجزة عن حمايتهم أمام هجمات المقاومة وصواريخها.

 

أمراض نفسية وإدمان

 

قبل أيام، أدلى جندي إسرائيلي عاد من قطاع غزة باعترافات صادمة أمام جلسة في الكنيست، مؤكدًا أنه “يتبول على نفسه” من الرعب ليلًا.

 

وقال الجندي أفيخاي ليفي، الذي انسحب من معارك غزة: “أتخيل مراراً قذائف آر بي جي تطير فوق رأسي وأتخيل نفسي داخل الجرافة وأقاتل وأشم رائحة الجثث.. أتبول على نفسي خلال نومي من الخوف.. وإذا لم أشرب زجاجة كحول فلا أتمكن من النوم”.

ليفي الذي انهمر فى البكاء خلال الجلسة ، حمل فى كلمته حكومة الاحتلال الإسرائيلي مسئولة ما آل إلية هو وكثيراً من زملاءه قائلاً: “هذه الحكومة تخلت عنا في الحرب.. قتلت رجالاً بيدي من أجلكم ، قتلت من أجلكم أكثر من 40 إنسان، دون مقابل، دون حتي أن يتوفر لي ما يلزم من علاج نفسي”.

 

كما نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية دراسة، أفادت بأن هناك ارتفاعًا كبيرًا فى عدد الإسرائيليين الذين يستخدمون الحبوب المنومة والحشيش والكحول والأدوية المسببة للإدمان منذ عملية طوفان الأقصى، وهو ما يحمل آثارًا عقلية بعيدة المدى على الإسرائيليين عمومًا وليس العسكريين فقط.

 

ورصدت الدراسة ارتفاعًا ملحوظًا فى استهلاك المواد المسببة للإدمان بعد بداية الحرب، حيث أشار 16% من المشاركين إلى زيادة طفيفة فى تعاطى النيكوتين، بينما أشار 10% إلى زيادة فى استهلاك الكحول، وأبلغ 5.5% عن زيادة فى تعاطى القنب، كما شهد استخدام العقاقير الطبية التى قد تؤدى إلى الإدمان ارتفاعا كبيرا، مع زيادة استخدام المهدئات بين 11% من المشاركين، والحبوب المنومة بين 10%، ومسكنات الألم بين 8%.

 

كوابيس مروعة

 

أفادت القناة 12 الإسرائيلية، منذ أيام بأن جنديا إسرائيليًا، عاد مؤخرًا من الحرب في غزة، أطلق النار على رفاقه في غرفة إثر استيقاظه من “كابوس”.

 

وقالت إن “حادثة غير عادية وقعت يوم الاثنين الماضي في قرية عطلات في عسقلان، عندما استيقظ جندي من لواء المظليين في حالة ذعر، بعد أن رأى حلمًا سيئًا، فأطلق النار على جدار الغرفة التي كان نائماً فيها وأصاب عددًا من رفاقه بالخطأ”.

 

وأكدت القناة الإسرائيلية إصابة بعض الجنود -الذين كانوا ينامون مع ذلك الجندي في إحدى غرف المنتجع- بجروح طفيفة بشظايا إطلاق النار المفاجئ.

 

ولفتت إلى أنه تم إبلاغ الشرطة العسكرية بما جرى، وأنها فتحت تحقيقًا في ملابسات الحادث.

 

وتابعت “إلا أن الجيش الإسرائيلي قرر عدم التحقيق مع الجندي الذي أطلق النار في هذه المرحلة، وذلك بسبب حالته النفسية السيئة”.

 

ميول انتحارية وإعاقات دائمة

 

أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الأزمات النفسية للعسكريين الإسرائيليين تتفاقم، حيث أكد مسؤولون أن قسم التأهيل في جيش الاحتلال الإسرائيلي قرر تشكيل فرق متخصصة تضم أطباء نفسيين وممرضين قادرين على التعامل مع الميول الانتحارية، الهدف من ذلك هو إجراء تقييم شامل للجنود الذين يعانون من اضطرابات نفسية. 

 

ومن المقرر أن يتم تنفيذ البرنامج الجديد في فبراير المقبل، وسيشمل الجنود الذين يعانون من اضطرابات نفسية نتيجة لمشاركتهم في الحروب السابقة التي خاضتها إسرائيل ضد غزة، ومن المتوقع أن يشمل البرنامج أكثر من 13,500 جندي.

 

ووفقًا للصحيفة، تم إدراج 2800 جندي في قائمة إعادة التأهيل النفسي، ومن بينهم 3% يعانون من حالة خطيرة، بينما تعاني 18% من مشاكل عقلية نتيجة «اضطراب ما بعد الصدمة».

 

وتقول نوا روفا، رئيسة وحدة الخدمة الاجتماعية في قسم إعادة التأهيل، إنها لاحظت أن بعض جنود الاحتلال الذين يعانون من حالات نفسية سيئة قد بدأوا في الاتصال بمشرفيهم أو أفراد أسرهم للحصول على المساعدة والدعم، وأكدت أنه من المتوقع أن تزداد هذه الأعداد بشكل كبير خلال العامين القادمين. 

ووفقًا لتقرير قناة 12 الإسرائيلية، تم تصنيف حوالي 3000 جريح من الحروب التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة على أنهم «أصحاب إعاقات دائمة في الجيش».

زر الذهاب إلى الأعلى