تقارير

الوحشية ليست في الميدان فقط.. هكذا تعامل الاحتلال مع الأسرى المحررين

 

تقرير بقلم
غدير سامي

عقب إقرار الهدنة الإنسانية والاتفاق على تبادل الأسرى بين حركة حماس وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وبعد الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين، توالت الشهادات عن ممارسة سلطات الاحتلال أبشع أشكال التنكيل والتعذيب بحق الأسرى الفلسطينيين في سجونها، وخاصة مع الأطفال والنساء.

وتحدثت الأسيرات الفلسطينيات المحررات عن تعرضهن لمعاملة سيئة في السجون الإسرائيلية تصل حد الركل والضرب والحرمان من النوم والطعام والدواء.

كما تحدث الأطفال الفلسطينيون الأسرى المحررون عن تعرضهم للضرب والتجويع، وتعمّد الاحتلال لإذلالهم وإهانتهم حتى في لحظات الإفراج عنهم.

شهادات مروعة

صرح الأسير المحرر نصر الله الأعور الذي تحرر مع شقيقه قسّام خلال الدفعة الثالثة من صفقة تبادل الأسرى، بأن قوات الاحتلال في السجون كانت تنتظر قيامهم بأي عمل مهما كان عاديًا فقط لاقتحام غرفهم.

وفيما يتعلق بعزل الأسرى منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر، قال نصر الله لموقع “العربي” أنه تم اقتحام غرف الأسرى، وتم وضع عدد كبير من الأسرى الأشبال في الزنازين، حيث تم منعهم حتى من تبديل ملابسهم. وأكد أنه “منذ الثلاثين من أكتوبر، لم يستطع تغيير ملابسه إلا بعد إعلامه بأنه سيغادر السجن”.

وأضاف في مداخلته من منزله في القدس المحتلة: “كانوا يجوعونا ولا يقدمون لنا سوى ربطتين من الخبز لكل غرفة، وهذه الكمية لا تكفي، خاصة وأن هناك أطفالًا لا تتجاوز أعمارهم 11 و12 عامًا ولا يعلمون حتى كيف يتعاملون مع هذا الوضع”.

أما الأسير المحرر محمد الأعور، فكشف أنه منذ بداية الحرب قامت إدارة السجون بمصادرة جميع الأجهزة الكهربائية، من تلفزيونات وراديوهات وحتى المراوح وغيرها.

وشدّد الأعور أنه منذ ذلك الحين اشتدت سياسة التنكيل بحق الأسرى الفلسطينيين، إذ عاملتهم قوات الاحتلال “وكأنهم ليسوا من البشر”.

ويعدد الأسير المحرر: “كنا نتعرض للضرب، والكلام المسيء والشتم، والإهانات… حتى عندما تم إخطارنا في السادسة صباحًا اليوم بأننا سنعود إلى منازلنا، كنا سعداء جدًا، ولكننا لم نستطع أن نظهر هذه الفرحة لأننا كنا نخشى أن يتخذوا إجراءات ما”.

وأضاف: “أخذوا منا ملابسنا وكل شيء، وأعطونا ملابس جديدة قبل أن نغادر”.

أسيرات معذبات

أشارت الأسيرة الفلسطينية المحررة حنان البرغوثي المنحدرة من رام الله، في تصريحات لـ”اليوم السابع” إلى أن الأسيرات الفلسطينيات سعيدات بالإفراج عنهن ضمن صفقة تبادل الأسرى، مؤكدة أن ظروف الاحتجاز داخل السجون الإسرائيلية مأساوية للغاية، وأضافت أن الأسيرات الفلسطينيات يتعرضن لانتهاك شديد ويتم تعريتهن داخل سجون الاحتلال في محاولة لانتهاك أعراض الأسيرات، مضيفة: الاحتلال يقوم بتفتيش الأسيرات وهن عاريات تماما ويتم توجيه أبشع الألفاظ والسباب لهن من السجان الإسرائيلي.

ولفتت إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل السجون يقومون بسحب كافة الملابس للأسيرات وسط محاولات من الجنود بانتهاك أعراض الأسيرات الفلسطينيات بشكل بشع للغاية، مضيفة: “الاحتلال يقوم بتكديس الأسيرات في غرفة واحدة ولا يسمح لبعضهن بالخروج إلى الحمام .. لا تتوافر ملابس أو أغطية والأسيرات يتم الاعتداء عليهن .. الوضع الصحي للأسيرات متدهور للغاية بسبب عدم توافر مياه أو أطعمة للأسيرات الفلسطينية داخل السجون.”

وأشارت إلى أن جيش الاحتلال يقوم بتعذيب الأسيرات بشكل بشع وتعريتهن وضربهن بقسوة خاصة بعد أحداث 7 أكتوبر الماضي، موضحة أن الاحتلال الاسرائيلي يقوم في عديد من المرات بتفتيش السجون بشكل مفاجئ، ودفع الأسيرات في العراء وسط أجواء باردة ويتم مصادرة أي طعام أو مياه لهن.

وتيرة متصاعدة

في الثالث من ديسمبر الجاري، قالت هيئة شئون الأسرى والمحررين، إن وتيرة الاعتداءات على المعتقلين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي تسير بمنحنى متصاعد منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، في ظل تعتيم شديد من قبل إدارة المعتقلات.

وأوضحت هيئة الأسرى، في بيان صحفي، أن إدارة معتقلات الاحتلال تمنع زيارات الأهل والمحامين، وعزلت المعتقلين بشكل كامل عن العالم الخارجي، وخلال الفترة ذاتها استشهد 6 معتقلين نتيجة التعذيب الشديد، كما تعرضت الأقسام إلى اقتحامات شبه يومية، يقوم خلالها الجنود بالاعتداء على المعتقلين بالضرب المبرح بالهراوات والبنادق والغاز والأعيرة المطاطية، ما أدى إلى إصابتهم بالرضوض والكدمات والجروح العميقة، إلى جانب كسور في الأيدي والأرجل.

وأشارت إلى أن جنود الاحتلال تعمدوا خلال عمليات الاعتقال والمداهمة، تكسير بيوت المعتقلين وضربهم بشكل عنيف منذ لحظة الاعتقال وصولا إلى التحقيق وانتهاء بالسجن، ويتخلل ذلك الشتائم والتهديدات والإهمال المتعمد لإصاباتهم وأوضاعهم الصحية، وتركهم دون علاج، وفي حال قام أحد الأسرى بطلب طبيب، يكون الرد الفوري من قبل الجنود: «من يطلب الخروج من القسم للعلاج سيتعرض للضرب وسيموت مثلما حدث مع شهداء الحركة الأسيرة الذين استشهدوا أثناء الحرب داخل الأسر».

واستعرضت الهيئة جملة عقوبات وتشديدات عنصرية يتعرض لها المعتقلون، وأهمها: عدم وجود نوافذ ألمنيوم على الشبابيك حيث يعاني الأسرى من البرد القارس، والأغطية المتوفرة خفيفة جدا لا تحميهم من البرد، وقد حاول المعتقلون إغلاق النوافذ بالكرتون، إلا انه في كل مرة حاولوا فيها ذلك تتم مداهمة الغرفة ومعاقبتهم والاعتداء عليهم.

وبينت الهيئة أن هذه الهجمة الشرسة على المعتقلين، تتزامن مع غياب دور المؤسسات الحقوقية والإنسانية في توفير أدنى حماية ومتابعة لأوضاعهم وحقوقهم، التي تنتهك بشكل واضح وبوتيرة يومية وتمارس بحقهم سياسة القتل البطيء.

زر الذهاب إلى الأعلى