

تقرير
غدير سامي
مع اشتداد ضراوة حرب جيش الاحتلال الصهيوني على أهل غزة، بدأ أمريكيون وأوروبيون يبحثون عن الإسلام ويقرؤون القرآن بغرض البحث عن سر قوة إيمان أهل غزة وصمودهم رغم المجازر النازية الصهيونية وبدأ الكثيرون بتأمل القرآن الكريم لمعرفة من أين يأتي أهل غزة والمقاومة بهذا الصمود وسط الأرض المحروقة!
وأوضحت صحف ومواقع تواصل أن إعجاب الناس في أمريكا وأوروبا بصمود الفلسطينيين رغم قتل عائلات بأكملها وقصف المستشفيات والمخابز والمنازل والمدارس، أدى إلى ازدياد أعداد معتنقي الإسلام يوميَا.
وكتب نشطاء يقولون: «إن غزة نشرت الإسلام إلى العالم»، وأوردوا مقاطع فيديو للعديد من الفتيات في أمريكا وأوروبا وهن يفتخرن بالتعرف إلى الإسلام، ثم إعلان إسلامهن وارتداء الحجاب.
أمريكية تعتنق الإسلام
أعلنت ناشطة أمريكية على موقع تيك توك تدعى ميجان رايس اعتناقها الإسلام، بعد إعجابها بثبات وصمود الأشقاء الفلسطينيين في مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي في أحداث غزة الأخيرة، وقرأت العديد من الآيات القرآنية خلال بث مباشر لها.
وظهرت ميجان رايس في فيديو على «تيك توك» وهي ترتدي الحجاب وتنطق بالشهادة وتقرأ القرآن، وهو ما تفاعل معه الآلاف من المسلمين حول العالم.
وأوضحت ميجان أنّ قرارها اعتناق الإسلام جاء بعد أن شاهدت صمود الفلسطينيين وصبرهم رغم جرائم الاحتلال المتواصلة، وهو ما دفعها للبحث عن سبب هذا الصمود، حيث أخبرها البعض في التعليقات بأنه بسبب إيمانهم بالله والقرآن.
ميجان رايس التي اعتنقت الإسلام بعد ما شاهدته من صمود الفلسطينيين في غزة، هي أمريكية الجنسية في أوائل العقد الثالث من العمر، وتعد من الناشطات على مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت ملحدة قبل أن تعتنق الإسلام.
ليس ميجان فقط
لم تكن الناشطة الأمريكية ميجان رايس هي الوحيدة التي أعلنت عن دخولها الإسلام، الناشطة الأمريكية جاك ويلدز كانت من ضمن المطلعات على فيديو رايس، فقرأت القرآن الكريم وطلبت تفسير جزء من سورة الحِجْر، قبل أن تعلن دخولها الإسلام أيضًا.
ولم يقتصر الأمر على رايس وويلدز، إذ أعلنت الناشطة الأميركية أليكس أنها بدأت في قراءة القرآن ومشاركة مقاطع منه بعد اندلاع الحرب الصهيونية على غزة، علماً بأن قناتها على “تيك توك” لم تكن تشكل سوى مقاطع عن حياتها والأكل والشرب.
أليس أكدت -في مقطع فيديو نشرته يوم 30 أكتوبر – أنها اشترت نسختها من المصحف الشريف للوقوف على سر قوة إيمان أهل غزة رغم فقدان أطفالهم وأسرهم وكل ما يملكون، مشيرةً إلى أن رد فعلها سيكون مختلفاً حال تعرّضت لظروف مشابهة.
كما أكدت الناشطة أن أول ما فاجأها هو اهتمام الإسلام بحقوق النساء، وتشديده على ضرورة الالتزام بمطالبهن.
كما انتشر فيديو الناشطة الكندية ليندسي نيكول -التي تقيم في مصر- عبّرت فيه عن ذهولها بقوة إيمان الفلسطينيين الذي تجلى بترديد كلمة “الحمد لله” عند فقدانهم بيوتهم أو أطفالهم أو عزيزًا لديهم، والدعاء بأن يرزقهم الله تعالى الجنة.
وقد تعرضت رايس، ووايلز، وأليكس وغيرهن من اللواتي انخرطن في حملة قراءة القرآن الكريم لانتقادات شديدة من طرف مؤيدين للصهيونية و«إسرائيل»، الذين يطالبونهن بعدم نشر أي شيء عن الإسلام بزعم أنه «دين خطير»!
لكنهن أكدن أنهن سيستمررن في دراسة القرآن ونشره وتعريف الأمريكيين به وينشرن قصص صمود أهالي غزة ويشاركن في حملات مقاطعة شركات ومطاعم تدعم «إسرائيل».
أزمات أدت لنشر الإسلام
عقب هجمات 11 سبتمبر 2001م في الولايات المتحدة، بدأ أمريكيون يفتشون عن الإسلام ويقرؤون القرآن بغرض التعرف على هذا «العدو» الذي هاجمهم ويعتنق الإسلام وهو تنظيم «القاعدة»، لكن المفاجأة أن كثيراً منهم تعرفوا أكثر إلى حقيقة الإسلام، بل واعتنقوه؛ فجاء الهجوم ليغير قناعات كثيرين عن الإسلام.
لقد حاولت مجلة (دير شبيجل) الألمانية تقصي أسباب هذا الإقبال غير المسبوق على اعتناق الإسلام بين الألمان، مستعينة بدراسة أصدرها مجلس الوثائق الإسلامية في ألمانيا، ويؤكد فيها أن أحداث 11 سبتمبر عام 2001 والحملة الهوجاء التي قادتها الصحافة في الغرب ضد الإسلام، وما أعقبها من رسوم كاريكاتورية مسيئة للرسول – صلى الله عليه وسلم- نشرتها صحف دنمركية، ثم آراء بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر غير المنصفة حول الإسلام، لم تستطع وقف انتشار الدين الإسلامي في ألمانيا وأوروبا، بل أصبح هذا الدين أكثر قبولاً من غيره من الأديان في هذا البلد، وكان من آثار تلك الأزمات التي عصفت بالمسلمين دوراً رئيساً وجوهرياً في محاولة تعرف الكثير من الألمانيين على هذا الدين، حيث ساقهم هذا الحدث للاقتناع بالإسلام والدخول فيه.
وفي أعقاب أزمة الرسوم المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنمارك، والانتفاضة التي عمَّت أرجاء العالم العربي والإسلامي، صرح الشيخ رائد حليحل (مؤسس اللجنة الأوروبيَّة لنصرة خير البريَّة في الدنمارك) أنَّه في الدفاع عن رسول الله، ما جعل الدنماركيون يستغربون من ذلك، فذهب الكثير منهم للمراكز الإسلاميَّة وسألوهم إن كان هنالك شيء يستطيعون من خلاله التعرف على هذا الدين، فكانت المراكز تعطيهم المصحف ومعه ترجمة لآياته، وبعض الكتب التي تتحدث عن دين الإسلام، فيرجع الكثير منهم ويعلنون في تلك المراكز أنَّهم قد دخلوا في هذا الدين، حتَّى أنه خلال عامين بعد أعقاب أزمة الدنمارك دخل من الدنماركيين في دين الإسلام أكثر من 4000 شخص.
وأكد خبراء، إنَّ كل الإساءات السابقة والحالية وربما اللاحقة لمقدسات الإسلام ورموزه الدينية؛ لهي دليل على قوة الإسلام المتنامية بالغرب وتأثيره المباشر في حياة الملايين بأوروبا.
وأفادت إحصائيات حديثة أن محاولات تشويه صورة الإسلام والمسلمين وبِناءِ صورة سيئة لكل من هو مسلم باءت بالفشل وأن الإسلام مازال ينتشر في أوروبا وأمريكا.